غارات الحديدة إسرائيل تقصف معيشة اليمنيين

٣٧ مشاهدة
تسود مخاوف واسعة في اليمن من تبعات اقتصادية كارثية الناتجة عن غارات الحديدة التي قامت بها إسرائيل واستهدفت منشآت خدمية في محافظة الحديدة الواقعة في الساحل الغربي لليمن على البحر الأحمر حيث يتصاعد التوتر مع استمرار الحوثيين في استهداف السفن التابعة لإسرائيل والدول الداعمة لها منذ شهر نوفمبر 2023 وقالت مصادر ملاحية في الحديدة لـالعربي الجديد إن القصف الإسرائيلي لميناء الحديدة استهدف محطتي كرينات رافعات مخصصة للحاويات كانت تخضع للصيانة لإعادة تشغيلها بعد فترة من توقفها بسبب القصف الذي تعرضت له سابقا من قبل قوات التحالف إضافة إلى قصف محطة رأس كثيب الكهربائية التي تغذي مدينة الحديدة بالطاقة الكهربائية فخرجت عن الخدمة يأتي ذلك بينما كانت المحطة تخضع منذ العام الماضي لعمليات صيانة تستهدف وحدات الإنتاج والتبريد وخزانات المشتقات النفطية بحسب مهندسين فنيين في المحطة تحدثوا لـالعربي الجديد وأوضحت مصادر ملاحية ومسؤولون محليون في الحديدة أن الحريق وألسنة اللهب المتصاعدة التي شوهدت في المكان ناجمة عن استهداف خزانات الوقود في الميناء ومحطة رأس كثيب الكهربائية الخبير في الشؤون الاستراتيجية والاقتصادية أحمد سنان رأى في تصريح لـالعربي الجديد أن قصف الاحتلال الإسرائيلي بالشراكة مع الولايات المتحدة الحديدة يؤكد الارتباط السببي بين ما يجري في فلسطين المحتلة والمواجهة في البحر الأحمر بصرف النظر عن النوايا المحفزة له هذا الارتباط تحاول بعض الأطراف نفيه واضعة في الواجهة شعار حرية الملاحة على الرغم من أنه لم يجر الحديث عن تهديدات للتجارة والملاحة الدولية خلال سنوات الحرب التسع في اليمن تداعيات غارات الحديدة أضاف أنه سبق أن تعرضت الحديدة وميناؤها للقصف المتكرر من قبل قوات التحالف وقد عاش اليمنيون صدمة الأزمة الاقتصادية التي خلفها القصف وعاش سكان الحديدة ذلك أكثر من غيرهم وقد تعرضت كل الخدمات والبنية التحتية إما للتدمير او للأضرار البالغة التي أخرجتها عن الخدمة واعتبر سنان أن قصف الاحتلال الإسرائيلي يمثل جريمة حرب وفقا لكل التصنيفات لأنه طاول مواقع مدنية خدمية في الأساس وبالتالي فإن الغرض منه ليس الانتقام من الحوثيين بقدر ما يأتي ردا على الموقف المجتمعي المساند للفلسطينيين فلو كان الأمر مقتصرا على الانتقام لكان تم توجيهه إلى وجهة أخرى مشيرا إلى أن الحديدة لن تكون هي الهدف الوحيد لإسرائيل التي ستوسع دائرة استهدافاتها لتشمل مؤسسات وبنى تحتية أخرى وأكد أن هذا القصف والعدوان سيزيد الوضع الاقتصادي سوءا في اليمن فوق ما هو سيئ وسيحاول الناس التكيف وسيدفعون ثمنا فوق ما دفعوه في سنوات الحرب وقال مراقبون لـالعربي الجديد إن ما حدث في الحديدة كارثة سيتضرر منها المواطنون الذين سيعانون من تبعات نقص الوقود وانقطاع الكهرباء وتوقف المستشفيات والمرافق الخدمية وتدمير البنية التحتية وأكدت منظمات مدنية وحقوقية يمنية أن الهجمات الإسرائيلية على المنشآت الحيوية المدنية في مدينة الحديدة تشكل جريمة حرب تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة لملايين المدنيين حيث شنت المقاتلات الإسرائيلية نحو ست هجمات على منشآت النفط وخزانات الوقود ورصيف وكاترينات ميناء الحديدة وهجمات على المحطة المركزية لتوليد الكهرباء الواقعة في منطقة رأس كثيب بمديرية الصليف محافظة الحديدة شمال غربي اليمن وأخرجت كافة محطات تزويد مدينة الحديدة بالكهرباء عن الخدمة ورصدت العربي الجديد التبعات الكارثية للقصف التي وصلت إلى صنعاء التي تشهد أزمة كبيرة في المشتقات النفطية عقب القصف الإسرائيلي لميناء الحديدة إذ لوحظ اصطفاف طوابير السيارات أمام غالبية محطات الوقود التي تم رصدها وسط حالة من الهلع تعم المواطنين وسائقي المركبات والشاحنات في ظل ارتباك محطات التعبئة العاجزة عن التعامل مع الأزمة أزمة دفعت شركة النفط اليمنية في صنعاء لإصدار بيان أكدت فيه أن الوضع التمويني سواء في محافظة الحديدة أو باقي المحافظات مستقر تماما ولا يوجد أي مبرر للضغط على محطات الوقود كما شددت على أنها اتخذت الإجراءات والاحتياطات اللازمة لأي طارئ داعية المواطنين إلى التعاون في حال مخالفة أي محطة للقوانين النافذة والمتبعة كإغلاق المحطة لخلق أزمة أو رفع التكلفة الرسمية او الامتناع عن تعبئة الوقود انعكاسات اقتصادية وفي الوقت الذي لوحظ فيه تعطل شبكة الاتصالات الحكومية يمن موبايل حيث يوجد في الحديدة أكبر وأهم كابل للاتصالات والإنترنت في اليمن يترقب ملاك محطات الكهرباء التجارية في الحديدة وصنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين المزيد من النتائج التي تظهر تباعا للقصف الإسرائيلي لميناء الحديدة قبل تحديد أي موقف أو ترتيبات للتعامل مع ما سيطرأ من أزمات في الوقود وغيرها قد تؤثر على عمل وتشغيل هذه المحطات التي تدرس بعضها وفق أحاديث ملاكها لـالعربي الجديد تخفيض ساعات التشغيل وفقا لكمية الوقود المتوفر لديها وتوقع المحلل الاقتصادي صادق علي لـالعربي الجديد نتائج كارثية على الاقتصاد اليمني الذي يعاني بشكل بالغ بسبب الأحداث المتصاعدة في البحر الأحمر منذ نوفمبر الماضي في حين ستشهد مناطق نفوذ الحوثيين أزمات خانقة في إمدادات الوقود والسلع الغذائية في ظل الصعوبات والتحديات التي كان القطاع التجاري يواجهها خلال الفترة الماضية نتيجة تراكم البضائع في ميناء الحديدة بسبب تدهور وضعيته التي تفاقمت الآن بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي للميناء واستبعدت مصادر مسؤولة في صنعاء تحدثت لـالعربي الجديد خروج الميناء عن الخدمة حيث يتم تقييم الأضرار التي أحدثها القصف مؤكدة أن هناك جهودا واسعة تبذل للقيام بما يلزم من أعمال الصيانة لاستمرار عمل الميناء أمام حركة الملاحة التجارية تأثر الشحن التجاري وتوقع صادق علي تأثيرات واسعة على الشحن التجاري إلى اليمن إذ قد تعيد شركات التأمين تقييم تصنيف اليمن وبالتالي رفع رسوم التأمين إلى مستويات قياسية الأمر الذي سينعكس على مضاعفة تكاليف الشحن التجاري لافتا إلى أن أياما صعبة تنتظر الاقتصاد الوطني ومعيشة اليمنيين التي ستتفاقم الضغوط عليها بشكل كبير إذ يخدم ميناء الحديدة الكتلة السكانية الكبرى في البلاد من جانبه قال الباحث الاقتصادي نبيل الشرعبي لـالعربي الجديد إن أي استهداف للمنشآت الحيوية له تبعات اقتصادية على البلاد بشكل عام والبنية التحتية وتدفق العوائد والحركة التجارية وصولا إلى معيشة المواطنين لافتا إلى أن قصف الميناء ومخازن الوقود ومحطة الكهرباء في الحديدة سيلقي بظلاله على تدفق الاستيراد للسلع الرئيسية ويترافق مع هذا الضرر كذلك أثر آخر يتمثل في اختلال تموين مقطورات النقل الثقيل من المشتقات النفطية حيث سترتفع الأسعار أكثر إذا استمرت مخازن الوقود التي تعرضت للاستهداف من دون إصلاح لفترة يصعب معها تأمين الكميات المطلوبة من الوقود لضمان استقرار قطاع النقل وتابع أن هذه التغيرات سترمي بثقلها على القائمة السعرية للمواد الاستهلاكية في اليمن كله لكن التأثير الأكبر سيكون من نصيب المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية لأنها تعتمد في الجانب الأكبر من استيراد السلع والمواد الاستهلاكية على ميناء الحديدة نظرا لأن موانئها مهيأة لاستقبال سفن حاويات السلع السائبة بما يوازي فقط 20 إلى 25 من احتياجات المحافظات الواقعة في نطاق إدارتها فيما تتم تغطية بقية النسبة بالاستيراد عبر ميناء الحديدة ولذلك يعتقد الشرعبي أن صنعاء ستجعل الأولوية للاستيراد للمحافظات الواقعة تحت سيطرتها حرصا منها على استتباب الوضع وذلك مع تراجع الطاقة الاستيعابية لميناء الحديدة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح