مع عيد الحب
51 مشاهدة

أبعتذر.. عن كل شي
... إلا الهوى
... ما للهوى عندي عذر
لقد أعاد مقال الأستاذ نجيب يماني إلى الأذهان الماضي القريب، حين كان بيع الزهور والورود الحمراء محرماً، مما دفع رجال الصحوة وبعض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى التهيؤ والاستعداد لمنع بيعه في محلات الورود، والقبض على من تسوّل له نفسه بيع هذه الوردة الحمراء «المحرّمة» و«المجرمة»، كي لا يتهادى بها المتحابون. فالحب في قاموسهم شيء خطير لا يجوز أن تفوح رائحته، وأمرٌ كريه لا يصح أن يطلع عليه النشء، وخطر جسيم يهدد مفاهيم غرسوها في المجتمع، وأحكاماً بثوها ونشروها تحرّم وتجرّم أي إشارة للحب والود والرضا. فالوردة الحمراء في نظرهم ناقوس خطر يدق ليهدم عرش الكراهية التي بشّروا بها مريديهم، من خلال «خصوصية» نادوا بها وطالبوا بالمحافظة عليها.
وكيف استخدم بعض الخطباء المنابر التي يعتلونها للترويج للتكفير أو تبديع كل من يخالفهم، حتى في أبسط الأسباب كإهداء الورود الحمراء في مناسبة عيد الحب أو في أي مناسبة. هذا الفكر ما زال قائماً ومسيطراً على بعض أفكار أناس لا يريدون أن يعيشوا المستقبل، ولا يريدون أن تتحرك عجلة الزمن ولا الحياة، لأنهم لا يرون في الفن إبداعاً، ولا يجدون في البهجة والفرح مسرةً أو ترفيهاً. فهم من نفس المدرسة التي سبق أن حرّمت الرياضة على المرأة، وحاربت تعليمها، وحرصت على إبقائها سجينة وحبيسة في الدار.
هذه المدرسة الظلامية ما زال لها مناصرون ومريدون يستخدمون البكاء والصريخ، ويصفون أغلب الفنون بأنها تقشعر منها الأبدان وترتجف منها القلوب. انظر كيف يستخدم بعض هؤلاء وصف الله عز وجل لأهوال يوم القيامة لإنكار أمور حياتية بهذه الفظاعة! هذا التطرف ما زالت مجتمعاتنا الإسلامية تعاني منه، بالإضافة إلى العنصرية والكراهية،
ارسال الخبر الى: