عيد الأضحى في تونس إحياء جماعي للتقاليد
لا يخفت صدى عيد الأضحى في تونس، في ظل أجواء الفرح التي تملأ البيوت والشوارع، فالعائلات تحتفل معاً وتتبادل التهاني والمأكولات التقليدية وغيرها
ربّما تغيّرت بعض التقاليد واختفت أخرى، لكن تبقى نكهة عيد الأضحى في تونس حيّة في العديد من التفاصيل. على غرار سائر البلدان الإسلامية، يحمل عيد الأضحى معه عادات خاصة تبعث الحياة في الأزقة والبيوت على مدى أسبوعين أو أكثر.
في الأيام التي تسبق عيد الأضحى، تنشط الأسواق بشكل لافت، ويزداد الإقبال على شراء الأضاحي التي تتركز في عدّة نقاط بيع تُخصصها البلديات في بعض الطرقات الرئيسية في جميع المدن. وعادة ما يتوجه الرجال إلى الأسواق الأسبوعية أو النقاط المخصصة لبيع المواشي بحثاً عن الأضحية المناسبة، ليقضوا ساعات طويلة في المقارنة بين الأسعار والأنواع والتفاوض مع الباعة.
ويعتبر اختيار العلوش، كما يُطلق على الخروف في تونس، مسألة تتطلب ميزانية قد تكون مرهقة لبعض الأسر، خصوصاً هذا العام، في ظل ارتفاع أسعار المواشي. إلا أنّ التونسيين غالباً ما يُصرون على اقتناء أضحية العيد تمسكاً بهذه الفريضة الدينية. ويشير عبد الكريم يوسفي (45 عاماً)، وهو موظف، في حديث لـالعربي الجديد، إلى أنّه يُخصص ميزانية لعيد الأضحى. منذ سنوات، وبسبب الارتفاع السنوي للأسعار، بات يدّخر بعض الأموال طوال العام لشراء الأضحية، تمسكاً بهذه الفريضة الدينية وحرصاً على تقديم الصدقات خلال العيد. يضيف: عيد الأضحى مناسبة دينية نحيي فيها تقاليد عدة، ولا ننسى التصدق على العائلات المعوزة، سواء ببعض اللحوم والوجبات أو الأموال. لا يجب أن يحرمنا غلاء الأسعار من ممارسة تقاليدنا وعاداتنا الدينية والاجتماعية.
وفي البيوت، تنطلق التحضيرات قبل العيد، وتبدأ ربات البيوت في تحضير بعض التوابل الخاصة، التي تضيف نكهة إلى عدة أطباق تونسية، وخصوصاً خلال العيد. ويقتني الرجال السكاكين وكلّ معدات الشي، وتهتم النساء بشراء ملابس الأطفال للاحتفال بالعيد، ومختلف الأواني والوسائل الضرورية للذبح. ورغم اختلاف عيد الأضحى عن عيد الفطر، إلا أنّ العائلات تحرص أيضاً على إعداد بعض أنواع الحلويات التونسية التقليدية لاستقبال الضيوف، فتنشط الحركة
ارسال الخبر الى: