عودة عايدة حكاية شخصية عن نكبة 1948

٣٨ مشاهدة
شهد المسرح البلدي في مدينة رام الله أخيرا العرض الأول لفيلم عودة عايدة للمخرجة اللبنانية كارول منصور على عكس أفلامها السابقة رحلت منصور بالمشاهدين إلى عوالمها الشخصية لنتابع ليس فقط حكاية والدتها الفلسطينية عايدة منصور أو عايدة عبود منذ هجرت قسرا عشرينية من حي العجمي في مدينة يافا في عام 1948 تعتمد مقاطع السيرة لفيلم عودة عايدة على عدد كبير من الصور الفوتوغرافية الثابتة من حياة والدتها في فلسطين ولبنان وكندا وترصد يوميات من طفولتها في فلسطين ومن حكايتها مع زوجها ميشيل منصور وعائلتها المكونة من ثلاثة أبناء أصغرهم الابنة الوحيدة مخرجة الفيلم إلا أن الحكاية الفلسطينية تتكئ على استعادة لمقابلة أجريت مع الأم عايدة عام 2007 إذ تتذكر مدينة يافا ما قبل وأثناء الحرب مظهرة الحياة المتطورة في المدينة التي كانت تعد من الحواضر الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية والتعليمية المتقدمة في المنطقة العربية كما نتعرف إلى حكايات التهجير إلى أبو رمانة على أمل العودة القريبة كما حدث مع كثير من عائلات اللاجئين الفلسطينيين متذكرة المدرسة الداخلية والصيدلاني وبائع البوظة والقناصل ومدراء البنوك الذين كانوا يستأجرون في بناية والدها ومن الحكايات اللافتة أنها كانت من بين المكلفين في رحلة مكوكية بعد احتلال عام 1948 وقبل احتلال عام 1967 إلى نابلس بالطائرة بتنسيق ما بين الصليب الأحمر ومنظمة أونروا وتمنت على الطيار الأميركي وقتذاك أن يمر في يافا أو يهبط في مطار اللد لكنه أخبرها بأن الأمر مستحيل وللمصادفة وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي طلقات نيرانية تحذيرية تجاه الطائرة بذريعة عبورها فوق معسكرات يحظر التحليق فوقها فتجبر على الهبوط تحت تهديد النيران في مطار اللد ليتحقق حلمها رغم تحفظات ضباط جيش الاحتلال بادئ الأمر باعتبارها الفلسطينية الوحيدة احتوى عودة عايدة على توثيقات لحوارات بالفيديو في مراحل عمرية متقدمة للأم المقيمة في كندا لتتحدث عن الموت واقترابه وعن ولادتها في يافا فلسطين في السنوات الثلاث الأخيرة ما قبل رحيل عايدة عام 2015 توجهت كارول إلى كندا أكثر من عشرين مرة لافتة إلى أنها كانت توثق حياة والدتها بهاتفها المحمول كنوع من التعامل مع خسارة متوقعة لتحتفظ بلحظات حميمية إلا لم تكن تخطط وقتذاك لإنجاز فيلمها تبدأ حكاية أخرى حين تقرر كارول منصور أن تعيد رماد والدتها إلى يافا ولكونه يتعذر عليها الدخول إلى فلسطين المحتلة تقول لها صديقتها منتجة الفيلم منى الخالدي إنه يمكنها أن تعطي بعضا من هذا الرماد للمصورة الصحافية تانيا حبجوقة المقيمة في القدس وصديقها الأميركي الصحافي بيتر فان أغتامايل نجح تمرير رماد عايدة من بيروت إلى الأردن ثم من خلال المعبر البري إلى فلسطين وفي وقت لاحق تنضم إلى الفريق صديقتهم الفنانة والكاتبة الفلسطينية رائدة طه التي تبدي جهدا استثنائيا في العثور على المنزل ونثر الرماد داخله وكذلك في المقبرة كما يستوقفنا ذلك المشهد حين يتحول رماد عايدة في بحر يافا إلى غيوم تارة وخرائط تارات أخرى على وقع دموع كارول ورفيقتي الرحلة كانت المخرجة كارول منصور قد أشارت في بيان صحافي إلى أنها تصنع الأفلام الوثائقية منذ أكثر من 15 عاما وإلى أن جوهر عملها هو قضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية كوني ابنة لأبوين فلسطينيين كلاهما جاء إلى لبنان كلاجئين عام 1948 فقد نشأت مع قصص النكبة مع تقدمي في السن أصبحت قصص التهجير والسلب التي سمعتها عندما كنت طفلة واقعا سياسيا واجتماعيا ساهم في تشكيل حياتي فالنكبة هي واحدة من أكبر مظالم القرن العشرين التي لا تزال مستمرة حتى وقتنا الحاضر وأضافت عايدة والدتي الفلسطينية توفيت عن عمر يناهز 86 عاما بعد أربع سنوات من تشخيص إصابتها بمرض ألزهايمر المتقدم وخوفا من فقدانها بسبب المرض وجدت نفسي أصورها في كل مرة أزورها فيها في مونتريال في ذلك الوقت كان تصويرها مشروعا شخصيا بحتا ولم تكن هناك خطط لتحويله إلى فيلم على الإطلاق

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح