يطارد شبح المجاعة نحو 700 ألف فلسطيني شمالي قطاع غزة فيما يتخوف ما يزيد على 1 5 مليون فلسطيني في المناطق الوسطى والجنوبية من النقص المتزايد في السلع والمواد الغذائية جراء الإغلاق الإسرائيلي للمعابر ومنع دخول المواد الأساسية تفتقر أسواق المحافظات الشمالية لقطاع غزة إلى مختلف أصناف المواد الغذائية الأساسية والبقوليات والخضروات واللحوم الأمر الذي يعيد إلى الأذهان تفاصيل المجاعة التي أدت إلى استشهاد 31 فلسطينيا نتيجة سوء التغذية ونفاد المواد الغذائية والماء ومع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ 238 الذي أدى إلى استشهاد وفقدان ما يزيد على 46 ألف فلسطيني وإصابة 81 ألفا بجراح مختلفة 71 منهم من الأطفال والنساء بدأت ملامح المجاعة تتجسد على أرض الواقع بعد انفراجة بسيطة شهدها أهالي شمالي القطاع لكنها انتهت بالإغلاق التام للمعابر قبل أن تؤثر إيجابا في الواقع الإنساني شبح المجاعة لم يدخل الاحتلال الإسرائيلي الشاحنات المحملة بالبضائع والمواد الغذائية إلى محافظتي غزة والشمال منذ قرابة شهر الأمر الذي ينذر بعودة خطر المجاعة لتهديد مئات آلاف الفلسطينيين الذين يعانون تفاصيل المأساة الحقيقية جراء تواصل العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي ويقول الفلسطيني هاني اشريم وهو من سكان حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة إن أسواق القطاع تعاني شحا كبيرا في مختلف الأصناف وفي مقدمتها أنواع الخضروات والفواكه كذلك الدواجن أو البيض أو اللحوم بعد فترة قصيرة من توافرها لمدة محدودة اختفت غالبية السلع مجددا ويلفت اشريم في حديثه مع العربي الجديد إلى أن حالة الأسواق في مدينة غزة غير مستقرة مضيفا أن هناك ندرة كبيرة في البضائع التي ارتفعت أسعارها بشكل خيالي كذلك في المعلبات التي ارتفع ثمنها ما يزيد على خمسة أضعاف في ظل القدرة الشرائية المعدومة لدى المواطنين الذين انهكتهم مجريات العدوان ولم يخف الفلسطيني إبراهيم جمال انزعاجه من الوضع العام للأسواق العشوائية وغير المنتظمة في كل شيء سواء في البضائع المعروضة أو الأسعار ويقول نستيقظ في كل يوم على واقع مختلف وأشد سوءا من اليوم الذي يسبقه بسبب تحكم الاحتلال الإسرائيلي في فتح المعابر وإغلاقها أو في دخول البضائع من عدمه ويبين جمال لـالعربي الجديد أن الأسر الفلسطينية في مدينة غزة لم تعد تقرر الطبخة التي يودون طهوها بل تحدد الأسواق طبيعة تلك الطبخة وفقا للأصناف المتوافرة إلا أن الشح الكبير في الخضروات والمواد الغذائية بدأ يقلقنا ويعيد إلى أذهاننا قساوة المجاعة التي عشناها ويبدو أننا لم ننج منها بعد ويوضح جمال الذي يعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد الاختلاف الكبير في أسعار بعض الخضروات والمواد الغذائية إذ ارتفع سعر كيلو السكر من 3 شيكل إسرائيلي إلى ما يزيد على 50 شيكلا فيما وصل سعر الكيلو الواحد للبصل إلى قرابة 80 شيكلا وسعر كيلو الطماطم إلى 60 شيكلا وارتفع سعر اللحوم المعلبة من 2 شيكل إلى 10 شواكل وسعر علبة الفول من 3 شواكل إلى 15 شيكلا الدولار الأميركي يساوي 3 67 شواكل نفاد البضائع يفاقم المجاعة أما الفلسطينية سماح أبو العيس فتوضح لـالعربي الجديد أن ترافق نفاد البضائع من الأسواق مع الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية المتوافرة في ظل الحالة الاقتصادية المعدومة يسبب تضاعف معاناة الفلسطينيين الذين يتعرضون لأبشع حرب إبادة عرفتها البشرية وتوضح أبو العيس التي بدا الإرهاق واضحا على ملامحها وهي تتجول في سوق الصحابة الشعبي شرقي مدينة غزة أن أسرتها تعاني من صعوبة بالغة في الحصول على كل شيء في ظل نفاد المواد الغذائية والماء الصالح للشرب أو الاستخدام الآدمي وتضيف نوزع الأدوار فيما بيننا لتوفير الماء والغذاء في ظل حالة الشح الشديد والمتزايد وتتفاقم الأزمة الإنسانية ويسود القلق من عودة شبح المجاعة إلى مدينة غزة وشمال القطاع تحديدا في الوقت الذي تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبي القطاع منذ السابع من مايو أيار الجاري وهو التاريخ الذي سيطرت فيه قوات الاحتلال على معبر رفح الحدودي ما أدى إلى إغلاقه ومنع دخول البضائع والمساعدات من معبر كرم ابو سالم منذ ما يزيد على ثلاثة أسابيع ويتزامن استنفاد أسواق شمال قطاع غزة للبضائع والمواد الغذائية مع الارتفاع الخيالي في أسعار البضائع المتوافرة بكميات محدودة للغاية مع أزمة مالية خانقة وانعدام في القدرة الشرائية عند المواطنين الذين يعانون كذلك من شبح الفقر بسبب إغلاق فروع البنوك وعدم القدرة على صرف رواتبهم أو توفير السيولة التي تمكنهم من شراء أدنى متطلباتهم المعيشية في الإطار حذر المكتب الإعلامي الحكومي من عودة خطر المجاعة إلى غزة والشمال وتفاقم أزمة الأمن الغذائي في المحافظات الوسطى والجنوبية لقطاع غزة بعد نزوح عشرات الآلاف من مدينة رفح في الوقت الذي يشهد ضعفا في جهود الإغاثة إذ دخل نحو 100 شاحنة فقط عبر الرصيف البحري العائم الذي أنشأته الولايات المتحدة بينما لم يدخل محافظتي غزة والشمال الأسبوع الماضي سوى 214 شاحنة نصفها طحين وست شاحنات أدوية وهي كميات لا تكفي ليوم واحد وطالب الإعلام الحكومي في بيان بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من معبر رفح على اعتبار أن المعابر البرية هي الأكثر فاعلية وجدوى لإدخال المساعدات والمواد الغذائية والبضائع داعيا المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للسماح بدخول المساعدات عبر معبري رفح وكرم أبو سالم كذلك تفعيل معابر بيت حانون والشجاعية والمنطار منعا لخطر المجاعة وسوء التغذية وحذرت مجموعة من المؤسسات المحلية والدولية والأممية ومسؤولون من مجاعة حقيقية في قطاع غزة في حال عدم رفع الاحتلال الإسرائيلي يده عن المعابر التي تعتبر شريان الحياة الرئيسي للفلسطينيين وسماحه بدخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والأدوية والوقود الذي يتيح عودة الخدمات الأساسية والحيوية للفلسطينيين في مجالات توفير المياه النظيفة والرعاية الصحية وجهود مكافحة سوء التغذية