عمليات خطف حوثية لمنع الاحتفالات بذكرى 26 سبتمبر

شنّت الجماعة الحوثية حملة اختطافات واسعة في محافظة حجة (شمال غربي اليمن) خلال اليومين الماضيين، استهدفت عشرات المدنيين على خلفية استعدادهم للاحتفال بالذكرى الـ62 لثورة «26 سبتمبر»، التي أطاحت بالحكم الإمامي في عام 1962، وأرست النظام الجمهوري.
ووفقاً لمصادر محلية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، نفذت عناصر حوثية على متن دوريات عسكرية ومرافقة لمشرفين أمنيين مداهمات في أحياء ومناطق متفرقة بمدينة حجة ومديريات أخرى.
وأسفرت الحملة عن اختطاف نحو 34 شخصاً من مختلف الأعمار، بينهم موظفون وناشطون إعلاميون ومغردون على منصات التواصل الاجتماعي، بتهمة رفع العلم اليمني أو التحضير لإقامة فعاليات احتفالية.
المصادر أكّدت أن الحملة لم تقتصر على الاعتقالات، بل شملت إزالة الأعلام اليمنية من فوق واجهات المتاجر والأسواق وأسقف المنازل، في مشهد يعكس سعي الجماعة لفرض قيود صارمة على أي مظاهر وطنية مرتبطة بثورة «سبتمبر»، التي تُمثل رمزاً لمناهضة مشروعها الانقلابي.
ويعد الاحتفاء بثورة «26 سبتمبر» محطة بارزة يُجدد خلالها اليمنيون، حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، رفضهم لعودة حكم أسلاف الجماعة الحوثية، وهو ما يُثير مخاوف الجماعة من تحوله إلى مناسبة لتصاعد الغضب الشعبي ضدها.
تهديد بالعقوبة
ويروي مالك أحد المتاجر بمدينة حجة، لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل ما تعرض له هو وآخرون من أصحاب محال وأسواق. وقال: «داهمنا الحوثيون، وأجبرونا على إنزال الأعلام بالقوة. تعرضت لضغوط كبيرة وتهديدات مباشرة بالاعتقال وإغلاق متجري إذا لم ألتزم بتعليماتهم بعدم رفع العلم أو المشاركة في أي تجمع احتفالي». مضيفاً أن كثيراً من السكان اضطروا للانصياع خشية فقدان مصادر رزقهم أو حريتهم.
وحسب المعلومات، أصدرت إدارة الأمن التابعة للحوثيين في المحافظة، وهي الجهة المشرفة على هذه الحملة، تعميمات صارمة حذّرت فيها من أي مظاهر احتفالية، سواء عبر رفع العلم أو النشر على منصات التواصل الاجتماعي، ولوّحت تلك التعليمات بفرض عقوبات قاسية، تشمل الاختطاف والإغلاق والغرامات المالية ضد المخالفين.
هذه الإجراءات أثارت موجة رفض واستنكار حقوقي وشعبي، إذ دعا ناشطون ومنظمات محلية إلى تحرك جاد على المستويين الداخلي والدولي لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين من
ارسال الخبر الى: