عمار البيك 2 2 هذا ليس مجرد فيلم بل جزء من حياتي
(*) لم تكتب سيناريوهات أفلامك السابقة؟
كنت أكتب كثيراً، لكني تعلمت مع الوقت أن هناك مدارس كثيرة. أن عباس كيارستامي وكباراً آخرين يكتبون القليل بأفلامهم. مع ذلك، تكون الأفلام مهمّة جداً، ويكون الحكي فيها قليلاً. في السينما العربية حكي كثير، والصورة أضعف كثيراً. الحكي يقتل الصورة. السينما تحتاج إلى مساحة.
(*) بدأت مشوارك بأسلوب بصري قليل الكلمات. فيلماك الأولان ينطبق عليهما ما قلتَه. لكنك غيّرت الأسلوب لاحقاً، وصرت تعتمد على الحكي كثيراً.
كانت هناك كتابة.
(*) تقصد كتابة سكريبت؟
كتابة ورق، لأني كنت أذهب إلى مطحنة قمح، أو محطة قطار. هناك أناس أرغب في التصوير معهم، لذا لا بُدّ من أن أكتب وأستعد لما أُريد أن أحكي فيه معهم. الآن، صرت أعرف كيف أنجز المونتاج على الورق، لأن الفيلم يمكن أنْ يستغرق ستة أشهر مونتاج، أو سنة أو سنتين كحدّ أقصى. النقب شدّني إليه 10 أعوام. تحوّل إلى نوع من علاج نفسي، وعلّمني ألّا أعطي حرية للفيلم أكثر من المطلوب، كي أصنع فيلماً آخر. هذا التعليم لا يمكن قراءته فقط في الكتب، لا بُدّ من أن أعيشه. الخبرة تُنضج الإنسان.
(*) المرجعيات السينمائية عندك كثيرة جداً، من العالم العربي والسينما العالمية. هذا واضح في أسبرين ورصاصة. ألم تخف أو تقلق بأن يُقال إنها طغت على إبداعك الشخصي كمخرج؟
إذا علمتِ أن خارج الباب يقف برناردو برتولوتشي أو ألكسندر سوكوروف أو نعومي كاواسي أو جان ـ لوك غودار، متأكّدٌ أنّك ستبذلين أقصى جهد لمقابلتهم. هؤلاء، وصنّاع أفلام سمعنا عنهم وكانوا لنا مثالاً يحتذى، محظوظٌ أن الزمان والمكان جَمعاني بهم. لم أذهب إليهم فقط لأنهم موجودون، بل لأنهم فعلوا شيئاً يستحق التوقف عنده. جيدٌ أن يزيد الإنسان ذخيرته.
(*) فيه تفاصيل كثيرة، وتنوّع في الأفكار والقضايا، إضافة إلى قدرتك على أن تستخرج من والديك كل هذا الحكي. لكن، في الوقت نفسه، شعرت بقسوة في إصرارك على تصوير والدتك وهي في أضعف حالتها. كأنّ الفيلم كل ما يهمّك. ألم تشعر بالذنب أو
ارسال الخبر الى: