علاقة الجنوب بالنظام اليمني شراكة ظرفية ضد الحوثي ولا مساس بحق السيادة

يؤكد الجنوب، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، أن العلاقة مع القوى السياسية والعسكرية في الشمال تقوم على أساس واضح ومحدد يتمثل في مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية كعدو مشترك يهدد أمن اليمن والمنطقة بأسرها.
هذه العلاقة ليست تحالفًا سياسيًا مفتوحًا أو اندماجًا في مشروع واحد، بل شراكة ظرفية تُبنى على الضرورة الوطنية في مواجهة التمدد الإيراني وأذرعه المسلحة داخل البلاد.
يشدد الجنوب على أن تعاونه مع القوى الشمالية محكوم بإطار المسؤولية المشتركة لمجابهة التهديد الحوثي، دون أن يعني ذلك التنازل عن حقوقه السياسية والتاريخية، أو المساس بثوابته الوطنية التي ضحى من أجلها الآلاف من أبنائه.
فالجنوب ماضٍ بثقة نحو استعادة دولته وبناء مؤسساتها على أسس من السيادة والعدالة والتنمية، بما يحقق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والكرامة.
في الوقت نفسه، يحرص المجلس الانتقالي الجنوبي على إدارة هذه العلاقة بقدر عالٍ من الحكمة والاتزان، بما يحفظ المصالح المشتركة ويمنع الانزلاق نحو الصراعات الجانبية.
فالتحدي الحوثي يظل الخطر الأكبر الذي يستدعي توحيد الجهود وتنسيق المواقف، لكن من منطلق احترام إرادة الجنوب وحقه المشروع في تقرير مصيره، بعيدًا عن أي وصاية أو تجاوز سياسي.
وتعكس مواقف القيادة الجنوبية في المحافل المحلية والإقليمية هذا النهج المتوازن، إذ تؤكد باستمرار أن الشراكة في معركة الدفاع عن الأرض والهوية لا تعني القبول بإعادة إنتاج مركزية الإقصاء أو تهميش الجنوب.
فقضية شعب الجنوب اليوم أصبحت واقعًا سياسيًا راسخًا، لا يمكن تجاوزه في أي تسوية قادمة، ولا يمكن اختزاله في معادلات آنية.
بهذا، يثبت الجنوب أنه شريك مسؤول في الحرب ضد الإرهاب الحوثي، وفي الوقت نفسه صاحب قضية وطنية عادلة لا تقبل المساومة، هدفها بناء دولة جنوبية مستقلة تسهم في استقرار المنطقة وتكريس مبدأ الاحترام المتبادل بين الشعوب.
ارسال الخبر الى: