عقار الموت الحـ ـوثي يخضع أسرى ومختطفين لـ مصل الحقيقة
45 مشاهدة
في 27 يوليو/ تموز 2019، وقع رامي محمد أسيراً في قبضة الحوثيين في بلدة منبه آل ثابت شمال غرب صعدة، أقصى شمالي البلاد، واقتيد معصوب العينين عبر سرداب طويل إلى قبو تحت الأرض.وهناك، اكتشف محققو الحوثي أن رامي لم يكن جندياً عادياً، وإنما ضابط عمليات في إحدى كتائب لواء الصقور التابع للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، لكنه أنكر ذلك تحت تأثير حفلات التعذيب الجسدية.
وبعد أن دبّ اليأس في قلوب المحققين من انتزاع أي اعتراف منه، أُجلس رامي على كرسي وقُيدت يداه إلى الخلف، وعيناه معصوبتان. فجأة، شعر بوخزة إبرة حادة في كتفه، وبعد دقيقة دخل في حالة من الهذيان.
آنذاك، لم يخطر ببال رامي أنه أصبح رقماً يُضاف إلى قائمة طويلة من الضحايا (الأسرى والمختطفين) ممن حُقنوا بالقوة خلال جلسات الاستجواب بإبر، أو أُجبروا على تناول عقاقير بهدف انتزاع اعترافات قسرية منهم بين عامي 2015 و2023، حسبما يوثق هذا التحقيق.
وخلال رحلة ممتدة، تتبعت العين الإخبارية مسار استخدام الحوثيين عقاقير مخدرة لانتزاع اعترافات قسرية من المختطفين والأسرى اليمنيين، في واحدة من أبشع جرائم التعذيب التي تنتهك مبادئ حقوق الإنسان واتفاقيات مناهضة التعذيب الدولية.
وبعد تقصٍ استمر 3 أعوام، توصل مُعدّ التحقيق إلى أن محققي الحوثي استخدموا عقاقير مخدرة خاضعة للرقابة عند استجواب المحتجزين، كنوع من التعذيب النفسي الذي أثر على القدرات العقلية والإدراكية والملكات العليا للضحايا، وبشكل يخالف اتفاقيات جنيف التي تُلزم بمعاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية تحفظ كرامتهم وشرفهم.
وبينما تغيب الإحصائيات الدقيقة لأعداد الأسرى من الطرفين الذين سقطوا على أكثر من 50 جبهة قتال في البلاد، أقرت بيانات وزارة الداخلية التابعة للحوثيين بأن عدد المختطفين خلال 9 أعوام بلغ 25 ألفاً و665 شخصاً، بتهم مُلفقة مثل التجسس، أو من دون أي اتهامات بالأساس.
وخز الإرادة
مع تمسكه بالإنكار، قرر محققو الحوثي اللجوء إلى وسيلتهم الأخيرة. يتذكر رامي سماعه لجملة لا تزال عالقة في ذاكرته وحية حتى اليوم: لا حل سوى الإبرة، ويضيف واصفاً ما حدث بعدها:
ارسال الخبر الى: