عطوان يكشف مصير المفاوضات وما ستؤول إليه الحرب بين خرب الله و إسرائيل ومن المنتصر في النهاية
عبد الباري عطوان
يَصعُب علينا أنْ نفهم، أو نتفهّم، حالة التّفاؤل التي سادت الأجواء السياسيّة اللبنانيّة على ضُوءِ المُباحثات التي أجراها عاموس هوكشتاين المبعوث الأمريكي مع كُل من السيّد نبيه بري رئيس البرلمان، ونجيب ميقاتي رئيس الوزراء المُكلّف، فكُلّ الدّلائل تُشير إلى أنّ أيّ اتّفاقٍ بوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانيّة ما زالَ بعيدًا، خاصّةً بعد تأجيل الشيخ نعيم قاسم أمين عام حزب الله فجأةً لخطابٍ كانَ مِن المُفترض أن يُلقيه عصر اليوم (الثلاثاء)، وفي تزامنٍ مع وصول المبعوث الأمريكي.
هوكشتاين المولود في مُستشفيات دولة الاحتلال، وخدم في جيشها، وما زال يُعتبر “جُندي احتياط” في قوائمها الرسميّة العسكريّة، لا يأتي إلى لبنان حُبًّا في اللّبنانيين، ولا حِرصًا عليهم، وإنّما لخدمة الكيان الغاصب وطُموحاته العُدوانيّة، ولم يُحقّق أيّ تقدّمٍ أو إنجاز في جميع زياراته للعاصمة اللبنانيّة التي زادت عن 13 زيارة إلّا في زيارةٍ واحدة، كانت تتعلّق برسم الحُدود البحَريّة بين لبنان ودولة الاحتلال، وجاء نجاحها لمصلحة الاحتلال واستِيلائه على حقل كاريش النفطي والغازي، وكان حقل قانا “المشفوط” غازه إسرائيليًّا من نصيبِ الدّولة اللبنانيّة.***
لا نعرف كيف يتحدّث هوكشتاين عن تحقيقِ تقدّمٍ في المُفاوضات، وأنّ الاتّفاق باتَ وشيكًا جدًّا (وبين يدينا) في الوقت الذي يُؤكّد فيه بنيامين نتنياهو وفي يوم وصوله إلى بيروت بأنّه سيُواصل العمليّات العسكريّة ضدّ “حزب الله” حتّى بعد التوصّل إلى اتّفاقٍ لوقف إطلاق النّار، والأهم من ذلك أنّه حدّد وفي التّصريحات نفسها، أنّه لا بُدّ أن يتضمّن هذا الاتّفاق ثلاثة شُروط حتى يكون مقبولًا:
- الأوّل: ضمان أمريكي بحُريّة هجمات الجيش الإسرائيلي وطائراته في جميع الأراضي اللبنانيّة على غِرار ما هو حادث حاليًّا في سورية.
- الثاني: إبعاد قوّات حزب الله عن الحُدود اللبنانيّة “الإسرائيليّة” إلى شِمال نهر الليطاني.
- الثالث: وقف جميع خُطوط الإمداد لحزب الله من إيران عبر الأراضي السوريّة.
ربّما يُفيد التّذكير بأنّ المبعوث الأمريكي هوكشتاين ينتمي إلى إدارةٍ أمريكيّةٍ “بطّةٍ عرجاء” وانتقاليّة، ولم تعد تملك أي صلاحيّات حقيقيّة بعد خسارة حزبها الديمقراطي، ومُرشّحته
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على