خروج عشرات العائلات البدوية من السويداء إلى ريف دمشق بعد وساطة قبلية
غادرت عشرات من عائلات عشائر البدو من أبناء محافظة السويداء خلال الأيام الماضية، بعد جهود وساطة امتدت لأسابيع، انتهت بتأمين خروجهم مع مواشيهم وممتلكاتهم نحو مركز إيواء في منطقة الحرجلة بريف دمشق، في خطوة هدفت إلى تجنّب توترات محلية كانت تتصاعد في القرى الشمالية للمحافظة.
تأتي هذه العملية بعد فترة طويلة من الضغط والاحتكاكات، دفعت بالعائلات إلى البحث عن ممر آمن خارج المنطقة، وسط مخاوف من أن يؤدي بقاؤهم إلى مزيد من التوتر مع الفصائل المحلية المنتشرة في ريف السويداء، وجرى خروج العوائل وسط انتشار ميداني لقوى الأمن الداخلي، التي عملت على تأمين المنطقة وضمان سلامة المدنيين خلال العملية.
طلعنا بحياتنا بس
على الطريق المؤدي إلى أطراف دمشق، كانت الشاحنات الصغيرة محمّلة بالأغراض المنزلية، والبيكابات تقلّ الأطفال والنساء، بينما تتبعها قطعان أغنام وماعز جرى نقلها على دفعات. يقول سليمان العوايد، أحد الخارجين، لـالعربي الجديد إن قرار الرحيل كان أشبه بـ النجاة الأخيرة: بقينا شهرين لا نعرف ماذا نفعل. الوضع كان يزداد سوءاً، وصار كل يوم فيه خوف. أهم شيء عندي أن أطلع بولادي وبهالقطيع اللي هو رزقنا.
ويضيف أن الطريق لم يكن سهلاً، وأن تأمين نقل المواشي تطلّب ترتيبات خاصة: ما بنترك الغنم، هي اللي بتعيّشنا. مشيناها أقل من الليلة لوصلنا على الحرجلة. المهم إنه لقينا مكان آمن.
وتروي أميرة الخليف، أم لخمسة أطفال، أن أصعب ما عاشوه كان المجهول: صرنا نعيش يوماً بيوم... ليس هناك مدرسة، ولا شغل، ولا أمان. عندما قالوا لنا إنّ هناك طريق آمن ومركز إيواء جاهز، شعرت أن هناك أمل، وتضيف: حملنا كل ما نستطيع حمله… باقي الأغراض تركناها وقلوبنا محروقة عليها.
تواصل مستمر
الوساطة التي أنهت هذا الملف لم تكن وليدة اللحظة، يؤكد الشيخ سامي الهفل، أحد أبرز وجهاء قبيلة العكيدات، أنه كان على تواصل مع مختلف الأطراف منذ أكثر من شهرين بهدف إيجاد حل يحفظ الأرواح ويمنع أي صدام، وقال الهفل في تصريح صحافي مصور: منذ نحو شهرين ونحن نعمل بصمت
ارسال الخبر الى: