قوة عسكرية باكستانية تلاحق اللاجئين الأفغان
في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، دعا وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي جميع اللاجئين الأفغان إلى مغادرة البلاد، وأمهلهم ثلاثة أيام فقط، وإلا يُعتبرون لاجئين غير شرعيين سيجرى التعامل معهم وفقاً للقانون، باستثناء أولئك الذين دخلوا البلاد بناءً على تأشيرة شرعية. ومنذ ذلك الحين شهدت الساحة الباكستانية تصعيداً ملحوظاً تمثّل في عمليات اعتقال، وممارسة الضغط على اللاجئين، وإرهاقهم بشتى الوسائل.
وأوكلت الحكومة الباكستانية مسؤولية ملاحقة اللاجئين الأفغان إلى قوة عسكرية سبق أن شُكّلت بعد تردّي الأوضاع الأمنية في البلاد عام 2021، بهدف محاربة جرائم الشوارع، ومطاردة عصابات إجرامية ضالعة في أعمال الخطف والسرقة ونهب الأموال.
ويرى بعض الباكستانيين أن تلك القوة لم تنفع في القضاء على السرقة وجرائم الشوارع، بل إنها هي نفسها ضالعة في الكثير من تلك الأعمال، مؤكدين أن تحويل مهامها اليوم إلى ملاحقة اللاجئين الأفغان ليس سوى باب جديد لجني الأموال واقتطاع الرشاوى.
ويقول جانباز خان مروت، أحد سكان منطقة سفيد ديري بمدينة بيشاور، شمال غربي باكستان: أعرف بعض عناصر تلك القوة المسمّاة بـأبابيل، وقد كانوا ضالعين في بيع الحشيش والسرقة وجرائم الشوارع وغيرها، وصاروا اليوم مخوّلين اعتقال اللاجئين الأفغان العُزّل، كلّ منهم يبحث عن هؤلاء المساكين ليلاً نهاراً، كما يبحث الصيّاد عن فريسته.
ويوضح خان مروت لـالعربي الجديد أن الباكستانيين يدركون ضلوع تلك القوة في جرائم عدة، والأخطر أن أفرادها يعرفون منازل جميع الأفغان، إذ يذهبون إليهم ويطلبون منهم إعداد وجبات الغداء والعشاء، ويشترطون عليهم دفع المبالغ تفادياً للملاحقة، ما يعني أن اللاجئين الأفغان صاروا فريسة في أيدي تلك القوة.
ويرى الرجل أن قرار الحكومة الباكستانية ترحيل جميع الأفغان من دون منحهم مهلة كافية لترتيب أمورهم والخروج بشكل طوعي لا قسري، هو قرار يهدف إلى معاقبة اللاجئين وجعلهم أعداءً لباكستان، خصوصاً مع إيلاء مهمة ملاحقة اللاجئين لقوة أبابيل، إذ أن أبناء هذه القوة هم من القبائل البشتونية على الجانب الباكستاني، بينما اللاجئون هم من أبناء القبائل البشتونية من الجانب الأفغاني. بالتالي، قد يكون الهدف إحداث
ارسال الخبر الى: