عسكرة الذكاء الصناعي غزة حقل تجارب دموية

34 مشاهدة

في دراستها حول أخلاقيات الذكاء الصناعي، تكتب الباحثة لونا لحامد: إن الذكاء الصناعي يتطلب منظومة أخلاقية توازي قدراته، فحين تُغيَّب هذه الأخلاقيات، يتحول من أداة للتقدم إلى وسيلة لصناعة كوارث أخلاقية لا يمكن احتواؤها.

لم يكن هذا التحذير مجرد نظرية أكاديمية، بل تحوّل في قطاع غزة إلى حقيقة دامغة، حيث أصبح الذكاء الصناعي أداة قتل ممنهجة، تُدار بأعصاب باردة وبلا أدنى شعور بالمسؤولية الأخلاقية.

ما يحدث في قطاع غزة اليوم لا تمكن قراءته فقط من زاوية الصواريخ والقذائف، بل أيضاً من خلف الشاشات والأنظمة الخوارزمية التي تدير الحرب بذكاء رياضي قاتل. لقد دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة منعطفاً خطيراً؛ حيث تقود الخوارزميات الآن عمليات الاستهداف، وتُصنَّف الأجساد، وتُحدَّد أولويات القتل بناءً على بيانات ضخمة تُعالجها أنظمة الذكاء الصناعي لتقرر من يبقى ومن يُمحى. الأمر لم يعد مجرد قرار بشري خاطئ في لحظة انفعال، بل بات خطة قتل بدم بارد تُصاغ في رموز رياضية، بلا مساءلة، وبلا إنسانية.

تكنولوجيا القتل الذكي كما تُروَّج إسرائيلياً ليست سوى شكل حديث من أشكال الإبادة التي يُراد لها أن تبدو محايدة، بينما في الحقيقة يجري توظيفها بشكل استعماري بحت

تكنولوجيا القتل الذكي كما تُروَّج إسرائيلياً ليست سوى شكل حديث من أشكال الإبادة التي يُراد لها أن تبدو محايدة، بينما في الحقيقة يجري توظيفها بشكل استعماري بحت، يُخفي الجريمة تحت غطاء من التقدم التكنولوجي. فالذكاء الصناعي هنا لا يُستخدم لتحسين حياة البشر، بل لتقليل تكلفة الحرب على الطرف الأقوى، وتكثيف الدمار على الطرف الأضعف.

في قطاع غزة، تُستخدم تقنيات التعلم الآلي لتحديد الأهداف ذات القيمة العالية، وهي مصطلحات خادعة تعني أن أي بيت أو مدرسة أو مستشفى يمكن أن يُدرج على قوائم الإبادة في ثوانٍ معدودة. تُجمَع البيانات من الهواتف المحمولة، الكاميرات، الطائرات المسيّرة، وحتى من شبكات التواصل الاجتماعي، وتُعالج بشكل لحظي لتُتخذ قرارات القصف خلال دقائق، وربما أقل من ذلك.

بهذا المعنى، لم تعد الحرب مجرد فعل عسكري، بل أصبحت ممارسة تقنية–استعمارية، تنزع عن القتل

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح