بين عرفة والمحرقة الصامتة قلوب الفلسطينيين معلقة بالسماء

35 مشاهدة

الثورة / متابعات

في التاسع من ذي الحجة، بينما يقف قرابة مليوني من الحجاج في صعيد عرفات ملبّين، رافعين أيديهم نحو السماء، كان لأهل غزة موقفٌ آخر؛ لا على جبل الرحمة، بل على جبالٍ من الركام والدمار، يرفعون دعاءهم في وجه الغياب، ويُنادون الله في زمنٍ عزّ فيه النصير.
من تحت الأنقاض، وفي خيامٍ مؤقتة نصبت على أطلال البيوت، تسري همسات الدعاء، تخترق أزيز الطائرات، وتتصاعد وسط أعمدة الدخان.
يوم عرفة الذي يعد من أعظم أيام العام في التقويم الإسلامي، تحوّل في غزة إلى لحظة وجودية: دعاء نجاة لا دعاء غفران فقط، وبكاء استغاثة لا بكاء خشوع فحسب.
“في كل قصف نقول: يا الله. واليوم نقولها ألف مرة”، بهذه الكلمات لخّصت أم نضال (42 عامًا)، الناجية من قصف استهدف منزلها في مخيم النصيرات، حالَ مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يصومون يوم عرفة بلا ماء، ويكبرّون في مساجد مهدّمة، وقلوبهم مملوءة بالخوف، لكنها مشدودة إلى السماء.
الدعاء في زمن العجز
بينما تتجه أنظار العالم الإسلامي نحو مكة، يعتلي الأنين في غزة صوت الأذان، الدعاء هنا ليس طقسًا روحيًا، بل فعل مقاومة، صرخة مكتومة تطلب رحمة عاجلة، ونصرةً مؤجلة، وعدلاً لم يأت بعد.
في أحياء الشجاعية وخان يونس وجباليا، يُسمع الدعاء أكثر من أي وقت مضى: “اللهم إنك ترى، وتعلم، وتقدر، فارحمنا”.
تكبيرات تُقارع الطائرات
تجلّت المفارقة الكبرى صباح هذا اليوم، حين ارتفعت تكبيرات المآذن في غزة في لحظةٍ تزامنت مع قصف جوي عنيف في مناطق قطاع غزة.
وكأنّ أرواح أهل غزة اختارت أن تعلو فوق دخان الحرب، رافعة صوتها بالتكبير، في تأكيد أن الإيمان باقٍ رغم كل محاولات الإبادة.
“أكبرنا والحيطان تهتز من حولنا، خفنا.. لكن كملنا”، قالها أحد الشبان، وهو يساعد جيرانه في إزالة الأنقاض في مكان استهداف غاشم.
صمت العالم.. وضجيج الدعاء
على وقع صمتٍ دوليٍ مطبق، يستمر النزيف الإنساني في غزة منذ عامين، ومعه تتآكل قدرة الأهالي على تحمّل المزيد.
لكن يوم عرفة، رغم قسوة الحرب، بعث شيئًا

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة الثورة صنعاء لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح