عدن وحلم الرفاهية المستحيلة

18 مشاهدة

لا تكاد تسمع في عدن حديثًا يعلو على حديث الماضي الذي يصوره أهلها كعصرٍ ذهبي، كانت فيه المدينة ــ كما يقولون ــ مركزًا اقتصاديًا مزدهرًا وواحة رفاهية يقصدها الجميع. ذلك الماضي تحول اليوم إلى حلم تتعلق به قلوب الصغار والكبار، يخففون به عن أنفسهم قسوة الواقع الذي يطوقهم منذ عقود.

فالمدينة، في أعينهم، تنحدر كل يوم إلى وضع أسوأ من سابقه، حتى باتت صورتها الراهنة أقرب إلى مدن الصفيح التي يخشون السقوط في مستواها. وبين ما كان وما صار، تبقى عدن أسيرة مقارنة موجعة، يطاردها حلم الرفاهية الذي يبدو أبعد من أي وقت مضى.

لكن الأقسى من هذا الواقع أن حلم الرفاهية ذاته بات وسيلة ابتزاز يتلاعب بها الغزاة والساسة. يلوّحون به كلما أرادوا إحكام قبضتهم أو تبرير نهب مقدرات المدينة، ويغذّون أملًا زائفًا يبقي عدن غارقة في فوضى مقصودة، حتى لا تستعيد مكانتها ولا تتحول يومًا إلى ميناءٍ أو بديل يهدد مصالحهم.

ومن هذا السياق، أصبح كثير من أبناء عدن ورقة تستغلها القوى المتسلطة، تدفع بهم إلى خطوط صراع لا تمثلهم، مستخدمة حاجتهم للعيش لإقناعهم بالانخراط في حروب لا تعود بالنفع عليهم ولا على مدينتهم. وهكذا، بدل أن يكون حلم الرفاهية بوابتهم إلى مستقبل أفضل، بات بعضهم يُقدَّم ــ نتيجة للاستغلال ــ كقوة عسكرية رخيصة توظَّف لتحقيق أهداف الآخرين، ما جعلهم أرخص مرتزقة في العالم، بحسب الإعلام الغربي.

والمؤسف أن ما تمرّ به عدن من أزمات ليس منفصلًا عن فكرة واحدة تكرّرت في تجارب عربية عديدة: التعلّق بحلم الرفاهية المطلقة والبحث عن حلول سريعة تُنقذ الحاضر بضربة واحدة. هذا الحلم، حين لا يستند إلى وعي واقعي، يتحول إلى فخّ تُستغل فيه تطلعات الناس لمشاريع ووعود لا تتحقق، بل تعيد إنتاج المعاناة بشكل أعمق. والتجربة العراقية شاهد بارز على ذلك؛ فقد أغرت الوعود الأمريكية البعض بمستقبل اقتصادي زاهر، ثم وجدوا أنفسهم أمام واقع مضطرب أثقل البلاد بفوضى أمنية راح ضحيتها الملايين ولا تزال آثارها قائمة حتى اليوم.

هذه الحالة من

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة الثورة صنعاء لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح