عدن عفراء ومها حيث يساق الأحرار كالأضاحي

بقلم/ مصطفى بن خالد
من أرض بلقيس وأروى، من البلاد التي أنجبت ملكات حكمن بالحكمة والعدل، تعود الأصوات النسائية الحرة لتكتب فصلاً جديداً من النضال في زمن الردة الحقوقية .
عفراء الحريري ومها عوض … ليستا مجرد ناشطتين، بل رمزاً لعدالة مقهورة وصوتاً لنساء يُنتزعن من إنسانيتهن كل يوم في عدن .
عدن …
مدينة الشمس والتعدد والتاريخ، تحوّلت اليوم إلى زنزانة مفتوحة، بلا كهرباء، بلا ماء، بلا خدمات، وسط غلاء فاحش ورواتب لا تكفي ليومٍ واحد .
يُطلب من الناس الصمت، ويُعامل الأحرار كما تُعامل القطعان، ويُساقون إلى مراكز الأمن دون تهمة أو قانون، لمجرد أنهم رفعوا صوتاً يطالب بالحياة .
في حوش قسم شرطة المعلا، جُرّت عفراء ومها كما تُساق الأضاحي، حُرمتا حتى من قطرة ماء، أُغلقت الأبواب خلفهما، لا تحقيق، لا اتهام، لا أوراق قانونية .
مجرد قرار بوليسي همجي، يعكس حقيقة السلطة التي تحكم باسم الأجنبي وتمارس القمع باسم السيادة .
لم تطالبا إلا بحق، ووجدا نفسيهما داخل آلة من التوحش الأمني المعتاد في هذا الزمن البائس، حيث كرامة النساء تُنتهك، وحقوق المواطنين تُصادر، والحرية جريمة .
في عدن اليوم، لا سلام، لا عدالة، لا خدمات … بل سلطة تغطي فشلها بالخوف، وتُراكم ثرواتها على حساب الجوعى والمظلومين .
لكن رغم الألم، تظل عفراء ومها امتداداً حياً لبلاد الملكات، حيث لا تنكسر النساء، ولا تُهان الكرامة، وحيث الحرية لا تموت مهما اشتدّ القمع .
في قلب المدينة التي تنبض بتاريخ الملوك والملكات، حيث لا تزال جدران عدن تشهد على حضارة وكرامة لا تغيب، تتكشّف فصول قمعٍ فاضحٍ تمارسه سلطة الأمر الواقع – المجلس الانتقالي – وقد تحوّلت من حاملٍ لقضية كما يدعي إلى آلةٍ عمياء تطحن الكرامة وتُمعن في سحق الحريات، حتى باتت تمارس القهر كسياسة، والخوف كلغة يومية .
في قسم شرطة المعلا، حيث تُغلق الأبواب كما تُغلق نوافذ الأمل، وحيث يتحول القانون إلى سوط في يد الجلاد، تسطع قصة عفراء الحريري ومها عوض كمرآة
ارسال الخبر الى: