9 سنوات من تدخل التحالف في اليمن ماذا حقق

٥٨ مشاهدة
بعد مرور تسع سنوات على تدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن يبدو الملف اليمني اليوم شديد التداخل والتعقيد سياسيا وعسكريا واقتصاديا في ظل فشل التحالف في تحقيق أهدافه وفي مقدمتها استعادة الشرعية في اليمن والقضاء على الانقلاب الحوثي وعقب انقلاب جماعة الحوثيين وبدعم من الرئيس اليمني الأسبق الراحل علي عبدالله صالح ونجاحهم بالسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء في 21 سبتمبر أيلول 2014 وهروب الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي إلى عدن طلب الأخير من قيادة السعودية التدخل عسكريا لاستعادة الشرعية في اليمن حرب اليمن بعد 9 سنوات انهيار وانقسام وشكلت السعودية بالتعاون مع الإمارات تحالفا عسكريا بقيادتهما ضم عشر دول للتدخل في اليمن وفي فجر 26 مارس آذار 2015 بدأ التحالف العربي بشن عملياته العسكرية مستهدفا مواقع عسكرية في صنعاء والمحافظات اليمنية المختلفة لتنطلق العملية العسكرية في اليمن والتي تمت تسميتها عاصفة الحزم تحت أهداف عدة أبرزها استعادة الشرعية والقضاء على الانقلاب اليوم وبعد 9 سنوات من تدخل التحالف يعيش اليمن سياسيا حالة من الانقسام إذ تسيطر جماعة الحوثيين على شمال البلاد وتحديدا محافظات صنعاء وصعدة وعمران وحجة والمحويت وريمة والحديدة وذمار والبيضاء وأجزاء من تعز ومأرب والضالع والجوف وهي بذلك تسيطر على المناطق الأكثر كثافة سكانيا والتي تضم نحو 80 في المائة من سكان البلاد المقدر عددهم بـ35 مليون نسمة يعيش اليمن كارثة إنسانية توصف بأنها الأكبر في العالم واستطاع الحوثيون بسط سيطرتهم على هذه المناطق على الرغم من فض تحالفهم السياسي والعسكري مع علي عبد الله صالح في 2 ديسمبر كانون الأول 2017 لكن فض هذا التحالف لم يؤثر كثيرا على الميدان بعد نجاح الحوثيين في قمع انتفاضة صالح من خلال قتله 4 ديسمبر 2017 عقب يومين فقط من دعوته أنصاره للتمرد ضد الحوثيين ولعل الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأبيض منذ ما بعد 7 أكتوبر تشرين الأول الماضي وتأثيراتها الكبيرة على حركة النقل على الرغم من إعلان الحوثيين أن الهجمات تطاول فقط السفن الإسرائيلية والأميركية أبرز دليل على توسع دور الحوثيين خلال الأعوام الماضية ليصبحوا لاعبا إقليميا مهما وليس فقط على الساحة اليمنية أما الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا فشهدت حالة من الضعف في عهد الرئيس هادي ليقوم الأخير بنقل صلاحياته إلى مجلس رئاسي إبريل نيسان 2022 جاء تشكيله انعكاسا للتواجد العسكري ومكون من ثمانية أشخاص برئاسة رشاد العليمي ويضم مجلس الرئاسة اليمني ثلاثة أعضاء من المجلس الانتقالي الجنوبي وهم رئيس المجلس عيدروس الزبيدي وقائد قوات العمالقة العميد عبد الرحمن المحرمي وكذا فرج البحسني كما يضم محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة وهو مؤتمري مقرب من حزب الإصلاح والعميد طارق صالح قائد المقاومة الوطنية وهو ابن أخ الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح وعثمان مجلي من أبناء محافظة صعدة ومحسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام والدكتور عبدالله العليمي وهو جنوبي محسوب على حزب الإصلاح يسيطر المجلس الانتقالي فعليا على المحافظات الجنوبية عدن وأبين ولحج وشبوة وأجزاء من الضالع فيما محافظتا حضرموت والمهرة شرق البلاد تابعتان للشرعية وفيهما قوات سعودية كما تسيطر الشرعية على أجزاء من تعز ومأرب فيما تتواجد قوات إماراتية في محافظة سقطرة وفي المجمل فإن الشرعية ومكوناتها تسيطر على 80 في المائة من مساحة البلاد في الجانب الاقتصادي فشل التحالف في الحفاظ على اقتصاد البلاد إذ توقف تصدير النفط والغاز وتوقف صرف الرواتب منذ سبتمبر 2016 وحدث انقسام المصرف المركزي اليمني وأسفر عن ذلك انقسام في قيمة العملة اليمنية وانهيارها حيث تهاوى سعر الصرف من 215 ريالا للدولار الواحد إلى 1620 ريالا للدولار الواحد في مناطق الشرعية و530 ريالا للدولار الواحد في مناطق الحوثيين هذه العوامل ساهمت في انهيار الاقتصاد اليمني بشكل غير مسبوق في ظل ارتفاع الأسعار وانعدام فرص العمل واعتماد ملايين من السكان على المساعدات الغذائية المقدمة من المنظمات الدولية ما جعل البلاد تعيش كارثة إنسانية توصف بأنها الأكبر في العالم تقسيم ووعود خائبة ويقول الكاتب الصحافي خالد عبد الهادي لـالعربي الجديد إن واقع اليمن اليوم بعد تسع سنوات من التدخل العسكري للتحالف هو واقع مغاير عن الواقع الموعود قبل تسعة أعوام ويمكن القول إنه أقل حتى من شبح ذلك الواقع الذي كان مأمولا في صبيحة تدخل الحلفاء عام 2015 خالد عبد الهادي تضارب مصالح السعودية والإمارات وأهدافهما شكل إعاقة حاسمة للتدخل العسكري ويرى عبد الهادي أن عوامل يمنية وأخرى خاصة بالتحالف ثم دولية تضافرت لإعاقة مهمة التحالف التي أعلنها فجر 26 مارس 2015 فالقيادة السياسية اليمنية كانت ضعيفة ومنقسمة وحاربت دوما من موقع وبرؤية سلطويين مفرطة بحرب التحرير الشعبية وزادت أن أذابت إرادتها في إرادة التحالف ففرطت بصفة الحليف مكتفية بدور التابع وذلك لأنها تخلت عن الحرب الشعبية التي كانت أهم ضمانة لتمييزها وحفظ استقلالها عن التحالف أما على مستوى التحالف فيعتبر عبد الهادي أن تضارب مصالح قطبيه السعودية والإمارات وأهدافهما شكل إعاقة حاسمة وضربة للتكامل الذي كان مطلوبا لنجاح المهمة ورافق ذلك أيضا تصدع الصف الخليجي مع مقاطعة قطر في عام 2017 إضافة إلى ذلك لم تكن القوى الدولية الكبرى لتفرط بفرصة ذهبية من قبيل وقوع السعودية في وضعية صعبة وحاجتها للضوء الأخضر الدولي لتحركها في اليمن فجرى استغلالها إلى حد أقصى ووقف قسم محوري من الحملة كما في الحديدة بحسب الكاتب الصحافي ويشير عبد الهادي إلى أن ثمة فئتين من المخاطر المترتبة على تقسيم اليمن كمناطق نفوذ بين أطراف مختلفة الأولى مخاطر ذات أمد منظور أبرزها جعل التسوية النهائية أشد تعقيدا وباهظة الكلفة وعزل فكرة الدولة عن الواقع باطراد كلما تقادم الوقت ما يصعب عودة سيادتها وفي أفضل الأحوال يؤخرها أمدا طويلا وكذا يضع هذا المنحى البذور لدورات صراع في المستقبل ويتابع أما المخاطر الاستراتيجية المصيرية فتكمن في تشظية الكيان اليمني بما يستند إليه من روابط ومشتركات ودعائم لا بد من توافرها فيه لينضوي في دولة بمفهومها السياسي من جهته يعتبر المحلل السياسي سعيد عقلان في حديث لـالعربي الجديد أن التحالف تدخل في اليمن من دون امتلاك رؤية واضحة للأهداف التي يسعى إلى تحقيقها في ظل وجود شرعية ضعيفة وهشة ومنذ بدء تدخل التحالف بدأ بدعم مكونات غير رسمية ما أسفر عن تواجد مليشيات مسلحة في المناطق التي تم تحريرها من الحوثيين وهذا ما أنتج أزمات جديدة نتيجة صراعات هذه المجموعات التي تتبع أطراف خارجية ويعتبر عقلان أن عدم وجود رؤية واضحة للتحالف قد ساهم في فشله بتحقيق أهدافه المعلنة وفي مقدمتها استعادة الشرعية والقضاء على الانقلاب كما ساهم ببروز تحديات جديدة أمام اليمنيين أبرزها الحفاظ على الوحدة وعلى النسيج الاجتماعي للمجتمع اليمني بعد تصاعد الأصوات المطالبة بالانقلاب والتي باتت تسيطر على مساحات شاسعة من الأرض اليمنية وللأسف الشديد أنه يتم دعم هذه الأصوات من بعض دول التحالف

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح