9 سنوات على التحالف الدولي داعش يفقد قدرته بالعراق

64 مشاهدة
يتفق قادة الجيش العراقي ومسؤولون أمنيون على فقدان تنظيم داعش قدراته العسكرية في العراق إضافة إلى فقدانه القدرة على كسب عناصر جديدة لكنهم يؤكدون على أهمية استمرار أنشطة التحالف الدولي بعد مرور تسع سنوات على تشكيله لمحاربة التنظيم بقيادة الولايات المتحدة وأعلن في 5 سبتمبر أيلول 2014 عن تأسيس التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إبان إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما إثر اجتياح تنظيم داعش مساحات شاسعة من العراق فضلا عن سيطرته على مدن وبلدات مختلفة في شمال سورية وشرقها وباشر التحالف عمليا تنفيذ غاراته الجوية على مواقع التنظيم في 7 سبتمبر 2014 وكانت بريطانيا وفرنسا وأستراليا وألمانيا أولى الدول التي انضمت للتحالف قبل أن يتسع تدريجيا بالأسابيع اللاحقة للإعلان ليبلغ 86 كيانا 81 دولة و5 منظمات أممية وإقليمية التزمت جميعها إضعاف التنظيم وإلحاق الهزيمة به والتأكيد في إعلان مشترك على تدمير بناه التحتية الاقتصادية والمالية كما تعهدت هذه الدول بمنع تدفق الإرهابيين الأجانب عبر الحدود ودعم الاستقرار واستعادة الخدمات الأساسية العامة في المناطق المحررة منه إضافة إلى صناعة جبهة إعلامية لمحاربة دعاية داعش بحسب تعريف نطاق عمل التحالف على موقعه الإلكتروني الرسمي داعش يفقد قدراته في العراق يقول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي في حديث لـالعربي الجديد إن تنظيم داعش في العراق فقد قدراته العسكرية وفقد القدرة على كسب عناصر جديدة وبحسب المعلومات الاستخباراتية فإن عدد عناصر التنظيم الموجودين حاليا داخل البلاد يقدر بـ500 عنصر وينتشرون في مناطق بين حدود إقليم كردستان وحدود كركوك أي في مناطق وادي الشاي ووادي الزيتون ومناطق مطيبيجة وحموض حمرين ويضيف الخفاجي أن العمليات العسكرية والضربات الجوية النوعية في تلك المناطق هي للقضاء على ما تبقى من خلايا داعش وحققت نجاحات أمنية كبيرة خلال الفترة الماضية فالتنظيم فقد الكثير من قياداته البارزين بعمليات نوعية والعمل العسكري والاستخباراتي في تصاعد لإعلان العراق خاليا تماما من تنظيم داعش الإرهابي مهدي تقي التحالف الدولي كان يتعامل مع العراق بشكل غير مهني ويشير الخفاجي إلى أن التحالف الدولي كان له دور مهم في دعم العراق في حربه على تنظيم داعش الإرهابي من خلال تنفيذ الضربات الجوية النوعية ضد أهداف التنظيم إضافة إلى التدريب والاستشاري والجهد الاستخباراتي وتبادل المعلومات لافتا إلى أنه لم يكن للتحالف أي مهام قتالية على الأرض كما أن ضرباته الجوية متوقفة منذ فترة في العراق بفعل الاعتماد على سلاح الجو العراقي القادر على تنفيذ الضربات الجوية الهادفة والنوعية من جهته يرى عضو التحالف الحاكم الإطار التنسيقي المقرب من إيران النائب مهدي تقي لـالعربي الجديد أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني جاد بقضية إعادة تنظيم مهام وعمل التحالف الدولي في العراق خصوصا بعد تراجع قدرات تنظيم داعش بشكل كبير وعلى مختلف الأصعدة واكتفاء الحاجة لمهام التحالف المتعلقة بالضربات الجوية ويشير تقي إلى أن القوات العراقية ما زالت تحتاج إلى عمليات التدريب وتطوير القدرات على كافة الأصعدة وهذا ما يدفع لبقاء مهام محددة ومختصرة بأعداد قليلة للتحالف الدولي إضافة إلى بعثة حلف شمال الأطلسي التدريبية ويجب أن يكون هناك تنوع في مصادر التدريب والاستشارة وليس حصر الأمر بيد جهة دولية واحد كملف التسليح المتنوع ويعتبر تقي أن التحالف الدولي كان يتعامل مع العراق بشكل غير مهني خصوصا بما يتعلق بتنفيذ الضربات الجوية خلال عمليات التحرير فهو كان يؤخر الكثير من الضربات بحجج مختلفة مما أخر تحرير بعض المدن لأن التحالف يحمل أجندة سياسية لا أمنية فقط فهو مدخل للوجود الأجنبي في العراق وهذا ما نرفضه ولن نسمح به ولهذا هناك حراك حكومي لإعادة صياغة الاتفاق مع التحالف الدولي وتواجده ومهامه في العراق خلال المرحلة المقبلة في المقابل يقول الخبير في الشأن العسكري والأمني مخلد حازم لـالعربي الجديد إن قوات التحالف الدولي كانت مهمتها في عام 2014 قتالية وكانت هذه المهام بطلب من الحكومة العراقية لافتا إلى أن هذا التحالف كان له دور فعال ومهم في إسناد العمليات العسكرية على الأرض من خلال العمليات الجوية بمساعدة القوة الجوية العراقية وطيران الجيش العراقي وكان للتحالف الدولي الدور الفعال في تزويد القطعات العسكرية بتحركات عناصر تنظيم على الأرض وأماكن وجودهم ويشير حازم إلى أنه بعد عام 2017 وانتهاء العمليات العسكرية ضد داعش تعالت الأصوات لإخراج قوات التحالف الدولي من العراق لكن هذا الأمر لا يمكن أن يكون إلا من خلال طلب رسمي للحكومة العراقية فهي جاءت بطلب من الحكومة وتخرج بطلب منها وبعد جولات تفاوضية وحوارية بين بغداد وواشنطن توصل الطرفان إلى اتفاق بأن تكون مهام قوات التحالف الدولي مهام استشارة وتدريب ويضيف حازم عسكريا العراق غير جاهز من ناحية الإسناد الجوي والمعلومات ولهذا السبب ما زال في حاجة إلى قوات التحالف الدولي فالعراق يحتاج إلى تطوير قدرات القوة الجوية على مختلفة الأصعدة وامتلاك طائرات دفاع جوي ومنظومات دفاع جوي رادعة وكل هذا المعدات المهمة لا يمتلكها ويرى حازم أن الحكومة العراقية وقعت في خطأ كبير عندما طالبت عام 2011 بإنهاء وجود القوات الأجنبية التي كانت متمثلة بالقوات الأميركية ولهذا كانت عملية دخول تنظيم داعش للعراق سهلة جدا وسيطرة التنظيم على ثلث البلاد ولهذا نحن لا نريد تكرار هذا الخطأ قبل أن تكون دراسة وافية واستراتيجية وافية وتحصل جهوزية كامل برية وبحرية وجوية ويعتبر حازم أنه منذ عام 2021 أصبحت صفة قوات التحالف الدولي للتدريب والاستشارة وليس لها أي مهام قتالية لكن العراق ما زال بحاجة لقوات التحالف الدولي وقوات حلف الأطلسي وهذه الحاجة ضرورة أمنية وعسكرية مهمة ويجب استغلال هذا الوجود للحصول على الأسلحة والحصول على التدريب على مستوى عال ويؤكد أنه متى تمكن العراق من تعزيز قدراته العسكرية والقتالية على الأرض يستطيع حينها أن يطلب إخراج قوات التحالف الدولي أما الآن فلا نتوقع أن إخراج تلك القوات الدولية حاليا أمر جيد وأكيد هناك حاجة لهم ونحن ما زلنا نواجه تهديدا سواء من قبل تركيا أو إيران فالعراق بقواته من الصعب جدا أن يواجه كل تلك التحديات ملف ضحايا قصف التحالف إلى جانب ذلك فإن ملف ضحايا القصف الذي نفذته قوات التحالف وتسبب بسقوط مدنيين في العراق وسورية ما زال عالقا ويؤكد مسؤول عراقي بارز في وزارة الداخلية وجود آلاف القتلى المدنيين العراقيين سقطوا خلال غارات التحالف في الفلوجة والموصل والرمادي والقائم وبيجي وتكريت والحويجة ومناطق أخرى شمال وغربي البلاد وفق قوله مخلد حازم عسكريا العراق غير جاهز من ناحية الإسناد الجوي والمعلومات ويضيف المسؤول لـالعربي الجديد طالبا عدم الكشف عن هويته أن قوات التحالف اعترفت بأقل من ألفين من الضحايا المدنيين سقطوا بالغارات الجوية لكن بالنسبة لنا فإن العدد يصل لأكثر من 10 آلاف مدني قضوا بغارات أميركية وبريطانية وفرنسية وهولندية وهناك تحقيقات في بعض هذه الدول مثل بريطانيا وهولندا لكنه يشير على الجانب الآخر إلى أن الاتهامات تواجه أيضا القوات العراقية كونها هي من حددت المواقع وإحداثيات ما طالبت بقصفه وتبين أنها مواقع مدنية وليست لداعش متحدثا عن عدم اهتمام عراقي بفتح هذا الملف لإنصاف الضحايا وتعويض ذويهم أحمد الكربولي 29 عاما هو المتبقي الوحيد من أسرته التي قضت بقصف استهدف سيارتهم قرب بلدة القائم غربي العراق يقول لـالعربي الجديد إنه ما زال بانتظار العدالة ويضيف أن والده وأمه وإخوته خرجوا هربا من القصف بسيارتهم بينما كان ينتظرهم هو في بغداد عام 2015 لكن بعد أيام من انقطاع أخبارهم تبين أن طائرة قصفتهم وهذا القصف كان تحت مزاعم أنها سيارة تابعة لـداعش ويشير الكربولي إلى أن عائلات أخرى أبيدت ولم يبق لها أثر في مدينتنا بسبب القصف الجوي وهو الحال الذي لا يختلف عن مدن أخرى مثل الموصل التي كان داعش يمنع الأهالي من الخروج وصاروا ضحية لتواجدهم في ساحة حرب طاحنة ويشهد العراق حالة من الاستقرار الأمني بعد التراجع الكبير لخطر داعش بعد تلقي التنظيم ضربات نوعية فيما يؤكد مراقبون أن هذا الاستقرار الأمني يبقى قلقا في ظل تواجد خلايا التنظيم والتي تتحرك بين حين وآخر وكان القائد العام للقوات المسلحة العراقية محمد شياع السوداني قد أصدر توجيهات متتابعة للقيادات الأمنية بالتأهب وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية مشددا على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطا لـداعش واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر التنظيم وتحد من حركاتهم وكثف الأمن العراقي أخيرا العمل الاستخباري بمتابعة وتحديد تحركات عناصر تنظيم داعش في عموم المحافظات العراقية ضمن استراتيجية أمنية جديدة جرى اعتمادها بالتوازي مع التحرك الميداني وهو ما نتج عنه تراجع واضح في أعمال العنف والهجمات التي كانت قد نشطت في مطلع العام الحالي

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح