8 سنوات على تغييب رجال من قرية البو عكاش العراقية المصير المجهول

٧٧ مشاهدة
تستعين أمينة أحمد العكاشي 59 عاما بآخر ما تبقى لديها من أولادها للتنقل بين الدوائر الأمنية ومراكز الشرطة بحثا عن أي خيط يمكن أن يوصلها إلى زوجها وأولادها الأربعة الآخرين الذين تم تغييبهم بمثل هذا اليوم قبل ثماني سنوات على يد مليشيات عراقية مسلحة خلال رحلة نزوحهم من قرية البو عكاش الواقعة في بلدة الصقلاوية شمالي الفلوجة أمينة التي لم يبق لها غير أبنها الأصغر محمود لا تريد أن تستسلم لحقيقة أن أولادها الأربعة الآخرين وزوجها قد تمت تصفيتهم من قبل المليشيات بعد اقتيادهم بمثل هذا اليوم عام 2016 وتواصل البحث عن أي خيط ولو ضعيفا قد يمنحها الأمل بعودتهم في يوما ما إلى المنزل قرية البو عكاش 700 رجل مصيرهم مجهول وفي الثالث والرابع من شهر حزيران عام 2016 نزحت من قرية البو عكاش مئات العائلات العراقية حيث كان تنظيم داعش الإرهابي يسيطر على القرية واتجهت العائلات إلى مناطق شرقي الأنبار حيث الطريق المتجه إلى العاصمة بغداد لكن مليشيات مسلحة منضوية ضمن الحشد الشعبي أوقفت العائلات خلال نزوحها من قرية البو عكاش وعزلت الرجال عن النساء والأطفال واقتادت من تجاوزت أعمارهم 13 عاما تحت مزاعم التدقيق الأمني غير أنهم لم يظهروا منذ ذلك الحين كما نقل الجيش العراقي النساء والأطفال لاحقا إلى مخيم للنازحين دون أن يفصح هو الآخر عن مصير الرجال الذين تم اقتيادهم الذكرى السابعة لحادثة المغيبين في الصقلاوية مصير اكثر من 3000 شخص مجهول الى الان pic twitter com Qf8vkiNpOx Salsabeel alshamary salsabel90 June 2 2023 ويحيي أهالي المنطقة عموما في مثل هذا اليوم من كل عام ذكرى تغييب رجال قرية البو عكاش الذين تخطى عددهم الـ 700 رجل تتراوح أعمارهم بين 13 و81 عاما ورغم وعود الحكومات الثلاث السابقة في بغداد بحسم ملف المغيبين قسريا والذين يتخطى عددهم الـ 26 ألف شخص تم اقتيادهم من قبل مليشيات مسلحة بدوافع طائفية خلال سنوات الحرب على داعش من مناطق شمال وغربي العراق إلا أنه لم يتم تحقيق أي تقدم بهذا الملف وتعتبر مناطق الصقلاوية وبزيبز والرزازة والرطبة وذراع دجلة والكيلو 160 وبيجي وتكريت والدور والإسحاقي وبادوش وحمام العليل والرياض والشرقاط وجرف الصخر والكرمة وأبو غريب ويثرب والطوز شمال ووسط وغرب العراق أبرز المناطق التي شهدت عمليات خطف وتغييب من قبل المليشيات فيما تتورط جماعات مسلحة مختلفة أبرزها كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق والنجباء وبدر وسيد الشهداء وجند الإمام والخراساني والطفوف وسرايا عاشوراء إضافة إلى جماعات أخرى بالوقوف وراء تلك الجرائم التي ارتكبت بين عامي 2014 و2017 وينهم جريمة الصقلاوية pic twitter com rWU5PT7u3Z عبدالله الذبان abdullahnathom June 3 2024 وفي وقت سابق أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرا اتهمت فيه مليشيات الحشد الشعبي بالوقوف وراء تغييب 643 رجلا وصبيا من أهالي بلدة الصقلاوية عام 2016 ونقلت المنظمة إفادات ووثائق مختلفة بشأن اختطافهم مطالبة الحكومة العراقية بالكشف عن مصيرهم فيما أكد مرصد أفاد الحقوقي العراقي في تقرير سابق له بأن عمليات التغييب التي ارتكبتها المليشيات المسلحة كانت بدوافع طائفية وانتقامية مطالبا القضاء العراقي بالتوجه إلى فتح الملف وعدم المماطلة وقال الناشط الحقوقي عبد الله الذبان مستذكرا إن في كل عام من هذا التاريخ ننشر ونستذكر هذه الجريمة المروعة لكن للأسف ما زال مصير هؤلاء المغيبين غير معروف ونشر ناشطون صورا لعدد من أسر الضحايا يطالبون الحكومة بمعرفة مصير أبنائهم ويقول عضو التيار المدني العراقي أحمد حقي إن ملف الانتهاكات الحقوقية والإنسانية في العراق يمثل نقطة سوداء في وجه العملية السياسية العراقية عموما والمؤسسات الحكومية والقضائية على وجه الخصوص مضيفا لـالعربي الجديد أن بقاء الملف المفتوح بهذا الشكل دون أي تصريح أو موقف من الحكومة أو القضاء يعود لنفوذ المليشيات المتورطة بهذا الملف خاصة وأن إجمالي عدد المغيبين يتخطى 26 ألف شخص ونعتقد أن مقابر جماعية كاملة ضمتهم بعد تصفيتهم إذ إن أي مؤشرات على بقائهم أحياء تلاشت وتتركز غالبية من تم تغيبهم في قرية البو عكاش الواقعة وسط بلدة الصقلاوية ويقول عضو نقابة المحامين العراقيين كامل الجميلي لـالعربي الجديد إن 95 من رجال قرية البو عكاش تم تغييبهم مضيفا حاليا القرية لا تحوي غير النساء والفتيات نحن أمام جريمة إبادة إذ إن الواقع ينافي كونهم ما زالوا أحياء وأنهم تم تصفيتهم بعد اختطافهم مشيرا إلى أن الحكومة لم تقم حتى بدعم أسر الضحايا من خلال الرعاية الاجتماعية والفقر المدقع يتفشى بالقرية وضواحيها الباحث بالشأن العراقي إياد الدليمي قال إن إحياء واحدة من أكثر جرائم التغييب إيلاما في العراق يتطلب على الأقل موقفا حقوقيا وإنسانيا جمعيا في العراق مضيفا رغم مرور ثمانية أعوام على هذه المأساة إلا أنها ما زالت تشكل نقطة سوداء وهي تثبت مجددا أن الدولة العراقية بحكوماتها المختلفة مختطفة القرار من قبل المليشيات وهنا نتحدث عن جريمة معروف فاعلها إلا أن الدولة بأجهزتها المختلفة فشلت في تقديم إجابة عن السؤال الأهم أين هم أين اختفى قرابة 700 مدني لماذا إلى الآن الحكومة تحجم عن تقصي وملاحقة الفاعلين لماذا لا تقدم إجابات لذوي المغيبين معتبرا أن أي حكومة عراقية تعجز عن متابعة هذه القضية ستكون شريكة في الفعل الإجرامي ناهيك طبعا عن الفاعل المعروف ألا وهم الميلشيات التابعة للحشد الشعبي

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح