342 يوم من الصمود البطولي للشعب الفلسطيني كتب الرئيس علي ناصر محمد
اليوم، والشعب الفلسطيني يقف صامدا على أعتاب مرور سنه كاملة على حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على غرة الصمود والكبرياء منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى يومنا هذا، ولم يشهد تاريخ الشعوب والحروب مثل صمود للشعب في غزة المحاصر في أرض لا يزيد مساحتها عن ٣٥٠ كيلو متر في وجه أسلحة الدمار من قبل الكيان الصهيوني وحلفائه لكن وسط هذا الدمار، ينبثق عنفوان الشعب الفلسطيني المقاوم كالنور وسط الظلام. إنه عنفوان لا يتجلى فقط في الصمود، بل في تلك القوة الداخلية المتدفقة من جذور الأرض إلى قلوب هذا الشعب العظيم، قوة تُحيي الأمل رغم الموت والخراب.
في كل لحظة قصف وفي كل مشهد دمار، ينهض الشعب الفلسطيني بشموخ وعنفوان يتحدى كل حدود الألم، وفي كل طفل ينجو من الموت، وفي كل دمعه أم، نرى شعلة المقاومة التي لا تنطفئ، والتي تسطر حكاية نضال أبدي.
هذا الصمود يتجاوز حدود الممكن، ليكون درساً في الإصرار والعزة، يؤكد أن العدالة والحرية ليستا مجرد حلم بعيد، بل حق يسعى إليه شعب ينبض بالحياة، شعب يدافع عن وجوده وكرامته مهما طال الزمن أو اشتد الظلم. لا يهمه من خذله أو من تراجع عن نصرته، فقد آمن بأن الحرية والكرامة تُنتزعان بقوة المقاومة ، وأن الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء لا تُنبت إلا الحرية والكرامة وقيام الدولة الفلسطينية.
ونحن نرى اليوم كيف تستمر حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية في استمداد وقودها من أنظمة طالما كانت تدعي أنها حامية للإنسانية. لكن هذه السنة جاءت لتكشف زيف تلك الادعاءات. في ظل صمت رسمي و شعبي واسلامي ودولي إلا صوت الشعوب في العالم التي تطالب بوقف الحرب وقيام الدولة الفلسطينية.
سيسجل التاريخ هذه السنة كواحدة من أكثر الفترات السوداء في تاريخ الإنسانية، ليس فقط بسبب وحشية الحرب، ولكن أيضًا بسبب الصمت المخزي الذي رافقها. وفي الوقت نفسه، سيخلد التاريخ صمود الشعب الفلسطيني، وسيبقى نضالهم منارة للأجيال القادمة..
المجد والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على