21 طائرة في مرمى الدفاعات اليمنية المعركة الإقليمية تتسع

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

لا يبدو أن إعلان قوات صنعاء عن إسقاط طائرة أمريكية من طراز “MQ-9” في أجواء العاصمة صنعاء مجرد حدث عسكري تقني، بل هو تطور ميداني يحمل رسائل استراتيجية مزدوجة، سواء على مستوى الردع الإقليمي أو في إطار الاصطفاف العلني مع محور المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفقاً للناطق العسكري باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع، فإن هذه العملية ترفع عدد الطائرات من الطراز ذاته التي تم إسقاطها خلال “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس” إلى 21 طائرة، ما يعكس ـ بحسب مراقبين ـ تطوراً في القدرات الدفاعية الجوية لدى صنعاء، وقدرتها على التعامل مع تقنيات عسكرية أمريكية متقدمة تعتبر من بين الأكثر تطوراً في مهام التجسس والاستهداف.

الرسائل العسكرية والسياسية

تحمل هذه العملية رسائل سياسية مباشرة إلى الولايات المتحدة وكيان الاحتلال، مفادها أن المجال الجوي اليمني لم يعد ساحة مفتوحة للاستطلاع والاختراق دون كلفة.

كما تعزز الرسالة التي ظلت تكررها صنعاء منذ بدء عملياتها الداعمة لغزة: أن اليمن ليس مجرد متضامن بل جزء فاعل في ميدان المواجهة.

سياق العملية يأتي في ظل تواصل الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية ضد أعيان مدنية في اليمن، بحجة “حماية الملاحة الدولية”، فيما تصر صنعاء على أن عملياتها في البحر الأحمر تستهدف فقط السفن المرتبطة بكيان الاحتلال، وتأتي ضمن ما تصفه بـ”واجب إسنادي مقدس للشعب الفلسطيني”.

الصمود والاصطفاف

البيان اليمني شدد كذلك على أن “استمرار الغارات واستهداف المواطنين وممتلكاتهم لن يكسر إرادة الشعب اليمني”، بل سيزيده إصراراً على دعم القضية الفلسطينية، وهو ما يشير إلى ربط عضوي بين العدوان على غزة وما تتعرض له اليمن من عدوان.

وفي هذا السياق، يرى محللون أن صنعاء تسعى إلى فرض قواعد اشتباك جديدة تقوم على معادلة واضحة: الاستهداف في الداخل اليمني سيقابل بتوسيع في نطاق العمليات البحرية والجوية ضمن خارطة الردع الجديدة.

من الدفاع إلى المبادرة

بإسقاط الطائرة الأمريكية الثانية في أجواء صنعاء خلال 24 ساعة، تكون القوات اليمنية قد انتقلت عملياً