قدم تقرير منظمة مراسلون بلا حدود مقرها باريس لعام 2024 نظرة قاتمة حول واقع حرية الصحافة في العالم كاشفا عن تصاعد مقلق في أعداد الصحافيين الذين قتلوا أو اعتقلوا أو اختطفوا أو فقدوا وأبرز التقرير أن الصحافيين يواجهون أخطارا متزايدة خصوصا في مناطق النزاع مع تزايد استهدافهم بشكل مباشر من قبل السلطات والجماعات المسلحة ما جعل ممارسة الصحافة مهنة محفوفة بالمخاطر أكثر من أي وقت مضى قتل الصحافيين في 2024 إسرائيل في الطليعة بحسب التقرير الصادر أخيرا شهد عام 2024 مقتل 54 صحافيا بسبب عملهم وفقا لآخر إحصاءات مراسلون بلا حدود من بين هؤلاء قتل 51 صحافيا محترفا إلى جانب صحافي غير محترف واثنين من العاملين في وسائل الإعلام وكانت الغالبية العظمى من القتلى من الرجال 52 فيما قتلت امرأتان وفي ظل تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة فإن المنطقة الأكثر دموية للصحافيين هذا العام كانت قطاع غزة حيث قتل أكثر من 30 من الصحافيين ونتيجة هذا الاستهداف الإسرائيلي المقصود للعاملين في قطاع الإعلام صنفت المنظمة القطاع الفلسطيني بوصفه أخطر مكان للصحافيين في العالم منذ أكتوبر تشرين الأول 2023 ومع تكثيف الاحتلال جرائمه في غزة قتل أكثر من 145 صحافيا مكتب الإعلام الحكومي يشير إلى استشهاد أكثر من 194 صحافيا بينهم 35 يرجح أنهم استهدفوا بشكل مباشر أو قتلوا أثناء ممارسة عملهم وعلى الرغم من أن معظم هؤلاء الصحافيين كانوا يرتدون شارات تعريف واضحة تفيد بأنهم صحافيون إلا أنهم قتلوا في غارات جوية أو برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي التي أظهرت تجاهلا صارخا للقانون الدولي فلسطين كانت الأكثر خطورة بين الدول يليها باكستان حيث قتل 7 صحافيين ثم بنغلادش والمكسيك بواقع 5 قتلى لكل منهما وتبرز أيضا دول مثل السودان 4 قتلى ميانمار 3 قتلى كولومبيا قتيلان وأوكرانيا قتيلان بوصفها أماكن شديدة الخطورة للصحافيين هذا العام وأشار التقرير إلى أن عددا كبيرا من هؤلاء الصحافيين كانوا ضحايا أعمال عنف مرتبطة بالجماعات المسلحة أو السلطات القمعية وتصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي قائمة مفترسي حرية الصحافة لعام 2024 وأكد أن الصحافيين لم يعودوا مجرد شهود على الجرائم بل باتوا أهدافا مباشرة حيث يتم استهدافهم بسبب ما ينقلونه من حقائق الصحافيون المعتقلون أرقام قياسية جديدة بحلول الأول من ديسمبر كانون الأول 2024 كان 550 صحافيا حول العالم رهن الاعتقال بزيادة قدرها 7 2 مقارنة بالعام السابق واحتلت الصين المركز الأول عالميا في عدد الصحافيين المعتقلين حيث تحتجز 124 صحافيا من بينهم 11 صحافيا في هونغ كونغ إذ تواصل الحكومة الصينية حملتها القمعية على الأصوات المستقلة مثل الصحافية تشانغ زان التي اعتقلت بسبب تغطيتها لتداعيات جائحة كوفيد 19 والصحافية صوفيا هوانغ شوكين التي حكم عليها بالسجن لخمس سنوات لدورها في حركة مي تو وفي تطور جديد وخطير كما وصفته المنظمة أصبحت إسرائيل واحدة من أكبر ثلاث دول في العالم تسجن الصحافيين حيث تحتجز 41 صحافيا معظمهم من الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب في غزة ويشير التقرير إلى أن إسرائيل تستخدم الاحتجاز الإداري أداة رئيسية لاعتقال الصحافيين ما يسمح لها بحبس الأفراد من دون توجيه تهم رسمية من بين هؤلاء الصحافيان علاء الريماوي ومدير مكتب العربي الجديد في قطاع غزة الزميل ضياء الكحلوت اللذان تعرضا للتعذيب في السجون الإسرائيلية بالإضافة إلى الصين وإسرائيل تأتي دول مثل ميانمار 61 معتقلا بيلاروسيا 40 معتقلا وروسيا 38 معتقلا ضمن أكبر الدول التي تسجن الصحافيين وتشمل قائمة الدول الأخرى التي تستمر في اعتقال الصحافيين بشكل ممنهج إيران 26 معتقلا فيتنام 38 معتقلا ومصر 19 معتقلا الصحافيون المختطفون والمفقودون قصص منسية بلغ عدد الصحافيين الذين تعرضوا للاختطاف في 2024 55 صحافيا وجميعهم تقريبا محتجزون في خمس دول رئيسية سورية التي تحتجز 38 صحافيا العراق 9 صحافيين اليمن 5 صحافيين مالي صحافيان والمكسيك صحافي واحد وبقيت سورية حتى لحظة إعداد التقرير اي بداية ديسمبر قبل سقوط النظام أكثر الدول خطورة على الصحافيين المختطفين حيث لا يزال مصير 38 صحافيا مجهولا وغالبيتهم احتجزوا من قبل تنظيم داعش أو مجموعات أخرى خلال الفترة التي تلت الثورة عام 2011 ولم تتلق عائلات هؤلاء الصحافيين أي معلومات حول مصيرهم منذ سنوات أما في اليمن فقد شهد هذا العام اختطاف صحافيين جديدين هما الصحافي محمد المياحي الذي اختطفته جماعة الحوثيين في صنعاء والصحافي فهد الأرحبي الذي تعرض للاختطاف للمرة الثالثة على يد الحوثيين بسبب فضحه للفساد في صفوف الجماعة وفي مالي يستمر احتجاز صحافيين اثنين منذ نوفمبر 2023 في ظل مطالبات بدفع فدية مالية كبيرة لإطلاق سراحهم وبحسب التقرير فإن عدد المفقودين في 2024 بلغ 95 صحافيا 30 منهم في المكسيك إذ وصل عدد الصحافيين المفقودين هناك إلى 30 معظمهم ضحايا للجريمة المنظمة أو استهداف الدولة لهم انتصارات صغيرة رغم الصورة القاتمة التي يرسمها التقرير إلا أن بعض الصحافيين حققوا انتصارات صغيرة هذا العام مع إطلاق سراح عدد منهم بعد سنوات من الاعتقال كان أبرز هؤلاء هو مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج الذي أفرج عنه بعد معركة قضائية طويلة في المملكة المتحدة كما أفرج عن الصحافيتين الإيرانيتين نيلوفار حامدي وإلهه محمدي اللتين كانتا قد اعتقلتا بعد تغطيتهما لقضية وفاة مهسا أميني من بين الصحافيين الآخرين الذين أفرج عنهم عاصف سلطان الصحافي الكشميري الذي أطلق سراحه بعد ست سنوات من الاعتقال وستانيس بوجاكيرا من الكونغو الديمقراطية وفلوريان إرانغابيي من بوروندي مناطق ساخنة أشار التقرير إلى أن بعض الدول والمناطق كانت أكثر خطورة من غيرها على الصحافيين خلال 2024 وتصدرت فلسطين القائمة باعتبارها أخطر مكان للصحافيين خاصة قطاع غزة في ظل تواصل حرب الإبادة من دون توقف منذ السابع من أكتوبر 2023 واحتلت بنغلادش وباكستان وميانمار المرتبة الثانية أما في أميركا اللاتينية فكانت المكسيك وكولومبيا من أخطر البلدان على الصحافيين وفي أفريقيا ارتفعت المخاطر في دول مثل السودان ومالي حيث أدى الصراع المسلح وعدم الاستقرار السياسي إلى تصاعد العنف ضد الصحافيين مواجهة الإفلات من العقاب أشارت المنظمة إلى ظاهرة الإفلات من العقاب لقتلة الصحافيين ففي عام 2024 قدمت المنظمة أربع شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن قتل إسرائيل للصحافيين في غزة ودعت المنظمة إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الصحافيين مؤكدة أن الاستمرار في التغاضي عن هذه الجرائم يشجع على ارتكاب المزيد منها كما سلط التقرير الضوء على جهود المنظمة في دعم الصحافيين في مناطق النزاع من خلال إنشاء مراكز لحرية الصحافة في أوكرانيا وبيروت إلى جانب إطلاق مشروع لدعم الصحافيين من ميانمار في تايلاند