في مثل هذا اليوم قبل أربعة عشر عاما اهتزت شوارع اليمن بنداء الحرية وامتلأت ساحاتها بجموع خرجت من كل فج تحمل أحلامها على أكتافها وتهتف بصوت الحرية الشجي الذي لم يكن نشازا في تاريخ الشعوب بل كان صدى متأخرا لحلم طال انتظاره وشوقا إلى الغد الأجمل عجزت الأرواح عن احتماله فاندفع كنهر جارف يحطم الحواجز ويعيد تشكيل الزمن في تلك الأيام المجيدة تحولت الساحات إلى وطن مصغر فيه يلتقي كل اليمنيين من صعدة إلى عدن ومن حضرموت إلى الحديدة جاءوا حاملين حب الوطن في قلوبهم يلتفون حول أحلامهم كأنهم جسد واحد يهتفون وينشدون ويزرعون في الأرض القاحلة أشجار الأمل في فبراير تعلمنا أن الصمت إهانة وأن الخضوع موت بطيء وأن الكلمة الصادقة قد تكون أثقل من الرصاص لكنها بداية الطريق نحو الخلاص وهذه طبيعة الثورات ليست طريقا مفروشا بالزهور ولا دربا سهلا تسير فيه الأحلام دون أن تعترضها الخيبات ولان 11 فبراير كانت حلما جميلا كاد أن يتحقق أغرق الحاقدون البلاد في دوامات من العنف والفوضى كي يقول الناس عنا ليتهم لم يثوروا لكن هل تخطئ الشمس لأنها أحرقت وجه الليل وهل تلام العصافير لأنها غادرت القفص الثورات لا تفشل وإن تعثرت لأنها تترك أثرها في الوجدان تزرع في العقول بذورا لا تموت بل تغدو أشجارا باسقة وحين تهاجمها العواصف تنحني ولا تنكسر ومالابد أن ندركه أن الثورات تنكمش أو تتراجع خطواتها لكنها لا تضيع الطريق أبدا وثورة11 فبراير المجيدة لم تكن مجرد شعار بل كانت وعدا ولا بد أن ينجز اليوم ونحن نحيي ذكرى 11 فبراير لا نفعل ذلك من باب الحنين ولا لنرثي حلما ضاع بل لنؤكد أن فبراير كان البداية وأن الفكرة التي أشعلتها لا تزال حية تسري في العروق وتنبض في القلوب في انتظار لحظة الاكتمال ومن حملوا شعلة فبراير لم يخطئوا البتة بل كانوا يتطلعون إلى المستقبل الأفضل بشروا بوطن ظلوا أوفياء له حين داهمته الأنواء تحية لكل من هتف في فبراير ودفع ثمنا من دمه أو وقته أو ماله ليغدو اليمن وطنا يليق بأحلام أبنائه 11 فبراير لا زلنا على العهد