11 فبراير يوم تزينت الأرض بالحرية موسى المقطري

101 مشاهدة
في مثل هذا اليوم قبل أربعة عشر عاما اهتزت شوارع اليمن بنداء الحرية وامتلأت ساحاتها بجموع خرجت من كل فج تحمل أحلامها على أكتافها وتهتف بصوت الحرية الشجي الذي لم يكن نشازا في تاريخ الشعوب بل كان صدى متأخرا لحلم طال انتظاره وشوقا إلى الغد الأجمل عجزت الأرواح عن احتماله فاندفع كنهر جارف يحطم الحواجز ويعيد تشكيل الزمن في تلك الأيام المجيدة تحولت الساحات إلى وطن مصغر فيه يلتقي كل اليمنيين من صعدة إلى عدن ومن حضرموت إلى الحديدة جاءوا حاملين حب الوطن في قلوبهم يلتفون حول أحلامهم كأنهم جسد واحد يهتفون وينشدون ويزرعون في الأرض القاحلة أشجار الأمل في فبراير تعلمنا أن الصمت إهانة وأن الخضوع موت بطيء وأن الكلمة الصادقة قد تكون أثقل من الرصاص لكنها بداية الطريق نحو الخلاص وهذه طبيعة الثورات ليست طريقا مفروشا بالزهور ولا دربا سهلا تسير فيه الأحلام دون أن تعترضها الخيبات ولان 11 فبراير كانت حلما جميلا كاد أن يتحقق أغرق الحاقدون البلاد في دوامات من العنف والفوضى كي يقول الناس عنا ليتهم لم يثوروا لكن هل تخطئ الشمس لأنها أحرقت وجه الليل وهل تلام العصافير لأنها غادرت القفص الثورات لا تفشل وإن تعثرت لأنها تترك أثرها في الوجدان تزرع في العقول بذورا لا تموت بل تغدو أشجارا باسقة وحين تهاجمها العواصف تنحني ولا تنكسر ومالابد أن ندركه أن الثورات تنكمش أو تتراجع خطواتها لكنها لا تضيع الطريق أبدا وثورة11 فبراير المجيدة لم تكن مجرد شعار بل كانت وعدا ولا بد أن ينجز اليوم ونحن نحيي ذكرى 11 فبراير لا نفعل ذلك من باب الحنين ولا لنرثي حلما ضاع بل لنؤكد أن فبراير كان البداية وأن الفكرة التي أشعلتها لا تزال حية تسري في العروق وتنبض في القلوب في انتظار لحظة الاكتمال ومن حملوا شعلة فبراير لم يخطئوا البتة بل كانوا يتطلعون إلى المستقبل الأفضل بشروا بوطن ظلوا أوفياء له حين داهمته الأنواء تحية لكل من هتف في فبراير ودفع ثمنا من دمه أو وقته أو ماله ليغدو اليمن وطنا يليق بأحلام أبنائه 11 فبراير لا زلنا على العهد

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع الصحوة نت لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح