10 سنوات على سقوط الموصل جراح غائرة وحساب لم يكتمل
٣٣ مشاهدة
يوافق اليوم الاثنين مرور عشر سنوات على سقوط الموصل ثاني كبرى مدن العراق بقبضة تنظيم داعش الإرهابي في العاشر من يونيو حزيران 2014 وما خلفه الحدث من مآس إنسانية واجتماعية وأمنية وسياسية وأحداث مروعة مرت على أهالي المدينة وبقية المناطق التي انسحبت إليها أعمال العنف والتشريد والتقتيل كما لم ينس الناجون الانسحاب المشبوه للقوات العراقية الذي لم يفسر حتى مع كل هذا الوقت الطويل وكما أن آثار الحرب التي لا تزال شاخصة في الموصل فإن ندوبا وجراحا لا تزال في أجساد ونفوس الموصليين سقوط الموصل وضحايا معارك التحرير ومنذ سقوط الموصل وحتى إعلان استعادة آخر المناطق من سيطرة التنظيم بين عامي 2014 و2017 أدت معارك تحرير المدن إلى سقوط أكثر من ربع مليون قتيل وجريح إلى جانب عشرات آلاف الأشخاص المختطفين والمغيبين فيما يؤكد ناشطون من المدينة أن كل مواطن من الموصل أخذ حصته من الآلام والذكريات المريرة فيما هناك من المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة نسبة كبيرة بالإضافة إلى المصابين بالحالات النفسية وبالرغم من أن أغلبيتهم مسجلون لدى الدوائر والمؤسسات الحكومية المعنية بحالاتهم لكنهم يطمحون إلى مزيد من الرعاية بعد سقوط مدينة الموصل بيد داعش توالى سقوط أكثر من 20 مدينة عراقية في أقل من أسبوع في شمال البلاد وغربها أبرزها البعاج وتلعفر وسنجار والقيارة والحظر وربيعة والجزيرة ثم تلتها تكريت وبلد والدور والإسحاقي وصولا إلى الرمادي وهيت والرطبة والقائم والكرمة وراوة وعانة وآلوس وبلدات أخرى والتي شكلت مساحة تزيد عن 45 من إجمالي الخريطة العراقية وخاض العراق بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن معارك عنيفة لاستعادة السيطرة على الموصل بدءا من أكتوبر تشرين الأول 2016 استمرت نحو عشرة أشهر لتنتهي بطرد مسلحي داعش في يوليو تموز 2017 مخلفة عددا كبيرا من الضحايا المدنيين وتبدو مدينة الموصل في أوضاع جيدة حاليا عدا بعض المشكلات في مناطق الأقليات مثل المسيحيين التي تسيطر عليها مليشيا بابليون بزعامة ريان الكلداني وبلدة سنجار التي يحتلها مسلحو حزب العمال الكردستاني والتي تمثل موطن الإيزيديين ومناطق أخرى قريبة من الحدود السورية وتسيطر عليها فصائل من الحشد الشعبي ومليشيات من العمال الكردستاني رغم ذلك فإن نشطاء من الموصل يعتبرون أن الأوضاع مستقرة لكن الآلام النفسية والحسرات في قلوب كل الأهالي من جراء ما حصل معهم ويقول الناشط من الموصل يحيى الأعرجي إن الدمار الذي خلفته الحرب يجرى العمل على إنهائه لكن جراح الناس لا تزال غائرة ولم تلتئم من جراء المشاهد التي شاهدوها بالإضافة إلى عدم اعتبار مقاومتهم ووقوفهم بوجه التنظيم والعيش تحت ظلمه فعلا حسنا يستحق الإشادة الدائمة والمستمرة لأن أهل الموصل عاشوا نحو ثلاث سنوات تحت ظلم التنظيم وذاقوا الويلات والعذابات لكنهم بعد ذلك تلقوا اللوم على كثير من الاتهامات غير الحقيقية وأضاف الأعرجي لـالعربي الجديد أن الإنسان في الموصل يشعر بالغبن ويبحث عن مزيد من الدعم النفسي والاهتمام الحكومي وإعمار الأجزاء التي لا تزال مهدمة مثل الساحل الأيمن في الموصل الذي لا يزال على حاله ولم يعد إعماره مشيرا إلى أن الموصل تضم أعدادا كبيرة من المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة الذين ينتظرون دعما إضافيا سواء ماليا أو إعلاميا ولفت الأعرجي إلى أن أكثر ما يتساءل عنه أهالي الموصل ويتسبب في حزنهم وقلقهم من المستقبل هو عدم محاسبة أي جهة سياسية أو شخصية من المتهمين بسقوط مدينتهم وتدميرها في حرب استمرت نحو أربعة أعوام والرجال الذين عاشوا الفترات الصعبة تحت حكم التنظيم الإرهابي يشعرون بالغبن من إهمال محاسبة المتورطين بسقوط مدينتهم والذين حرضوا على قتل أهل الموصل ووصمهم بما ليس فيهم وهذا الحديث هو الشغل الشاغل للأهالي منذ تحرير مدينتهم ولو أن العدالة تحققت لكان كثيرون منهم مرتاحين سقوط الموصل تاريخ بلا محاسبة وطيلة السنوات الماضية غيب ملف التحقيق في سقوط الموصل الذي ناقشه البرلمان العراقي ورغم استضافته قادة في الجيش والشرطة ومسؤولين من المدينة وآخرين من بغداد لم تتحقق المحاسبة أو أي مظهر من مظاهر المحاكمة وتحديدا من المتهمين الكبار في هذه الكارثة وأبرزهم رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي وتزداد الاتهامات للقضاء الذي يساهم في تغييب الملف متأثرا بقادة الأحزاب والرغبة السياسية في طمس الحقائق كما يقول مراقبون وخلف احتلال الموصل تداعيات أمنية وسياسية واجتماعية شملت جميع مدن العراق بلا استثناء ناهيك عن دمار البنى التحتية الذي كلف وفقا لوزارة التخطيط العراقية أكثر من 88 مليار دولار كان نصيب الموصل منها كبيرا بعد تدمير أكثر من 56 ألف منزل وتسجيل أسماء 11 ألف مفقود ومطلع العام الماضي قال نائب رئيس البرلمان العراقي شاخوان عبد الله إن ملف التحقيق في سقوط مدينة الموصل على يد داعش ما زال قائما ولم يغلق من دون أن يوضح ما إذا كان الملف بعهدة القضاء أم داخل الحكومة مضيفا في بيان رسمي للأسف أكثر المتهمين بالتسبب في سقوط الموصل ما زالوا طلقاء من دون حساب أو قصاص مشددا على أن البرلمان سيعمل على تفعيل توصيات اللجنة النيابية التحقيقية التي تشكلت عام 2014 بعد أحداث الموصل وهذا الملف ما زال قائما ولم يغلق وجاء في التقرير أن المالكي و35 مسؤولا كبيرا يتحملون مسؤولية تسليم الموصل للتنظيم من دون قتال ويواجه القضاء اتهامات وانتقادات بالمماطلة في إنهاء الملف وعدم استعمال الإجراءات القانونية في القبض على المتهمين والتحقيق معهم من جانبه قال عضو الحكومة المحلية مروان الطائي إن الحكومة المحلية في نينوى مجلس المحافظة أخذت على عاتقها الاهتمام جديا بملفات الصحة الجسدية والنفسية لأهالي الموصل لا سيما المتأثرين من الحرب بالإضافة إلى زيادة الاهتمام التي تحتاج إلى مزيد من الإعمار موضحا لـالعربي الجديد أن ملفات مثل محاسبة المتورطين بسقوط المدينة هي بيد الحكومة في بغداد بالإضافة إلى القضاء ونحن يهمنا شعبنا المحلي الذي تحمل المصاعب الكثيرة ونسعى إلى خدمته ضمن خطط ومشاريع جديدة من بينها حملات التنمية والإعمار وتطوير القطاع الصحي وغيرها