10 سنوات على تأسيس العربي الجديد

٢٥ مشاهدة
في الثلاثين من كل مارس آذار ذلك التاريخ الذي اخترناه يوما لولادة مشروع إعلامي رائد نقف لمراجعة أنفسنا متسائلين عما أضافته العربي الجديد إلى الصحافة وعما قدمته للقراء وعن التزامنا بمبادئه التأسيسية وعن الانحياز إلى المهنية والحقيقة والحرية وحق الشعوب في العدالة الاجتماعية وبالتأكيد أولوية قضية فلسطين في الذكرى العاشرة على تأسيس العربي الجديد التي دشنت في يوم الأرض الفلسطيني نجدنا منهمكين في تغطية ما يتعرض له أهلنا في قطاع غزة من حرب إبادة على يد الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي كثفت العربي الجديد تغطيتها للأهوال التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة وموقفنا منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي المتواصل هو حرب الإبادة هذه عليها أن تتوقف الآن لم نستخدم لغة تجييش وخداع للذات حاولنا ما أمكن توصيف الحال كما هو مع انحيازنا المطلق إلى حق الشعب الفلسطيني في المقاومة نواكب على مدار اللحظة ما تفتعله آلة القتل الإسرائيلية في حق الفلسطينيين من قتل وتشريد وتجويع وتدمير للبنى التحتية كما تابعنا التظاهرات والفعاليات الفنية والثقافية التي ترفع الصوت في وجه النكبة التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة كانت القضية الفلسطينية على رأس قائمة أولويات العربي الجديد منذ اليوم الأول لتأسيسها لكن الصحيفة خلال السنوات العشر الماضية واكبت التحركات المضادة التي اصطدمت بها ثورات الربيع العربي فحللت وناقشت ومنحت منبرا لكل الأصوات من التوجهات السياسية المختلفة وحافظنا على موقفنا الثابت مناهضة كل استبداد في أنحاء العالم العربي والتمسك بحق كل مواطن عربي في العدالة الاجتماعية والتعبير عن رأيه ومناهضة كل أشكال التطرف في مواجهة الخضات السياسية حافظنا على مهنيتنا وابتعدنا عن لغة الإسفاف والتحريض إن في تغطيتنا للحصار الرباعي الذي فرض على قطر بين عامي 2017 و2021 وإن في تغطية كل الأزمات السياسية التي واجهها العالم العربي خلال عشر سنوات مضت كذلك وقفنا ضد اتفاقيات التطبيع التي أقامتها حكومات بعض الدول العربية وخلال وباء كوفيد 19 الذي ضرب العالم كله كنا حاضرين لنتناول هذه الجائحة من جوانبها الصحية والاجتماعية والاقتصادية فضلا عن تأثيراتها على عالم الإبداع في الوقت نفسه لم نغفل الأوضاع الاجتماعية وأحوال الناس في بلدان العالم العربي ودائما ما كانت تغطيتنا منحازة إليهم كما أفردنا مساحة للجاليات العربية التي صارت منتشرة اليوم في كل أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وتابعنا التحولات التي يمرون بها لم تكن مهمتنا سهلة فليس من السهل أن تصارع في عالم يغزوه التشويه وقلب الحقائق وتزدحم فيه المعلومات والمنافسون الذين تتغير وجوههم مع تغير الأدوات والوسائل التكنولوجية وفي عالم تتكاثر فيه أيضا مراتع الشعبوية كان لزاما على أي فكرة أو معلومة أن تتسلح بالعقل والرصانة والموضوعية لتحارب الغرائز والتفرقة والغوغائية من هنا كانت مهمة العربي الجديد أن تنقل الخبر والمعلومة بموضوعية وأن تتقصى الحقائق بحرص ثم أن تطرح أولا ودائما أفكارا مضادة للشعبوية وتنتصر للديمقراطية وتنتشل المبادئ من حفرة الانحراف والتطرف تنبهنا مبكرا إلى أهمية منصات التواصل الاجتماعي ودورها الأساسي في تشكيل الرأي العام في أيامنا وأوليناها أهمية خاصة لكن بشروطنا ومن دون انجرار وراء الترند أو السقوط في أفخاخ التسرع والتضليل وبما أن التكنولوجيا صارت أسرع من المشاريع والمؤسسات بأشواط كان لزاما علينا أن نلاحقها مع كل جديد فحجزت العربي الجديد لنفسها موقعا بارزا إذ تسعى لتقديم محتوى نصي وبصري وسمعي رصين بقالب مرن متعدد الوسائط لم يكن تحقيق ذلك ممكنا لولا أن تعاون على إنجاز هذه المهمة نخبة من الزملاء الصحافيين من مختلف الدول العربية وكذلك من الجاليات العربية في أميركا وأوروبا وتحت إدارة رؤساء التحرير الذين تعاقبوا عليها وائل قنديل وبشير البكر وحسام كنفاني ومعن البياري أخيرا تطل العربي الجديد في عيدها العاشر على تجربتها باعتزاز لا ندعي أننا لم نخطئ في بعض الأمور لكننا كنا نتقبل النقد ونصحح أخطاءنا نحن في مقدمة المنابر التي اعتمدت خطابا ديمقراطيا وتقدميا منحازا إلى الشعوب العربية وعدالة قضية فلسطين وهي حريصة على منح مساحات حرة للإبداع والجمال لكننا لا ننام على نجاحنا بل نراجع كل ما أنجزنا ونقف على بعض ما يحتاج منا إلى إعادة نظر إن لزم الأمر ودافعنا دائما التحسين والتجديد متسلحين بقيم المنافسة الشريفة والمهنية والعملية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح