عثمان يعود من الظل رصد نادر لـ فيل الشبح يشعل إنذارا بيئيا في السنغال

في مشهد نادر أعاد الأمل وأطلق في الوقت نفسه تحذيرات بيئية جدّية، وثّقت الكاميرات مؤخرًا ظهور فيل غابات أفريقي يُعرف باسم فيل الشبح، في متنزّه نيوكولو-كوبا الوطني بجنوب شرق السنغال، لأول مرة منذ خمس سنوات.

الفيل الذي أُطلق عليه اسم عثمان، نسبة إلى أحد حرّاس المتنزه، تم رصده عبر كاميرا مصيدة نصبتها منظمة بانثيرا المتخصصة في حماية القطط البرية، بالتعاون مع مديرية الحدائق الوطنية السنغالية، ويُعتبر هذا التوثيق الأول لعثمان منذ عام 2019، ما يعكس أهمية الحدث في ظل التدهور المتسارع لأعداد هذه الفصيلة النادرة.

آخر الأشباح في الغابة؟

عثمان ليس مجرد فيل نجا من خطر الانقراض، بل هو أيضًا رمز لصراع طويل ضد التهديدات التي تواجه الحياة البرية في غرب أفريقيا، مثل الصيد الجائر وفقدان الموائل، وتشير التقديرات الحالية إلى أن عدد فيلة الغابات في المتنزّه لا يتجاوز العشرة، ما يجعل كل ظهور منها بمثابة شهادة حيّة على التدهور البيئي المتفاقم.

وقال فيل هينشل، مدير برنامج غرب ووسط أفريقيا في منظمة بانثيرا، إن الفريق يعمل حاليًا على إجراء مسوحات شاملة لتحديد ما إذا كان عثمان هو آخر فيل من نوعه في الحديقة، وربما في السنغال كلها، مضيفًا أن السيناريو الأسوأ سيستدعي التفكير بنقل إناث فيلة من مناطق أخرى إلى المتنزّه، بهدف إعادة إنشاء قطيع يمكنه التكاثر والحفاظ على وجود هذا النوع الفريد في البلاد.

الظهور المفاجئ لهذا الفيل النادر أعاد تسليط الضوء على المتنزّه الذي كان في السابق موطنًا لمئات الفيلة، قبل أن تتراجع أعداده بفعل الممارسات غير القانونية والنشاطات البشرية الجائرة، وقد أطلقت بانثيرا بالتعاون مع مديرية الحدائق مشروعًا مشتركًا منذ عام 2017 لتعزيز حماية الحياة البرية، خاصة الأسود التي بدأت أعدادها بالانتعاش تدريجيًا داخل المتنزّه

لكن الفيلة، بطبيعتها الخجولة وتعرضها المتكرر للتهديد، لم تكن محظوظة كغيرها من الحيوانات. وها هو عثمان يذكّر الجهات البيئية أن الوقت لا يزال متاحًا، لكنه يضيق بسرعة.

تعد فيلة الغابات الأفريقية من الأنواع المهددة بالانقراض وفق تصنيف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة