وادي عبيدة يكشف المستور القاعدة بين الضربات والملاذات الآمنة
مأرب – خاص
لم تعد الضربات الجوية المتكررة التي تستهدف تنظيم القاعدة في محافظة مأرب أحداثًا معزولة أو طارئة، بل تحولت إلى مؤشر واضح على واقع أمني مقلق، يكشف أن التنظيم وجد في بعض مناطق مأرب، وتحديدًا وادي عبيدة، بيئة مناسبة لإعادة التموضع بعد أن تلقى ضربات قاسية في محافظات جنوبية خلال السنوات الماضية.
فمنذ أعوام، تتكرر عمليات الاستهداف الدقيقة لعناصر قيادية وميدانية في القاعدة داخل مأرب، في مشهد يطرح تساؤلات خطيرة: كيف يتمكن تنظيم إرهابي مصنّف دوليًا من التحرك، والاختباء، وتطوير قدراته داخل مناطق يفترض أنها خاضعة لسلطة الدولة؟
وادي عبيدة… مسرح دائم للضربات
تسلسل الضربات في وادي عبيدة يوضح حجم النشاط الإرهابي في المنطقة. ففي مارس 2018 قُتل خمسة عناصر يشتبه بانتمائهم للقاعدة بضربة مسيّرة. وتكرر المشهد في يناير وفبراير 2023 باستهداف سيارات ومنازل لعناصر في التنظيم، بينهم مسؤول إعلامي. وفي ديسمبر 2025، عاد وادي عبيدة إلى الواجهة بضربات متتالية، أسفرت عن مقتل عناصر وقياديين، من بينهم كمال الصنعاني، أحد أخطر خبراء المسيّرات والمتفجرات في التنظيم.
هذا التكرار لا يدل فقط على وجود القاعدة، بل على استقرارها النسبي داخل المنطقة، وقدرتها على إنشاء شبكات تحرك وإخفاء، ما يجعلها نقطة تجمع لا مجرد محطة عبور.
دلالات أخطر من مجرد وجود
ما يثير القلق في مأرب ليس وجود عناصر متفرقة، بل نوعية العناصر التي يتم استهدافها. فوجود خبراء في المسيّرات والمتفجرات يعني أن القاعدة لم تعد تكتفي بالأساليب التقليدية، بل تسعى لتطوير أدوات تهديد أكثر تعقيدًا، قد تمتد آثارها إلى الجنوب والمناطق الإقليمية الحساسة.
كما أن موقع مأرب يجعلها ممرًا محتملًا لتحركات تهدد الأمن المحلي والإقليمي، خصوصًا إذا ما استُخدمت كنقطة إعادة تنظيم بعد التضييق الأمني في الجنوب.
بيئة رخوة وأسئلة محرجة
يطرح هذا الواقع سؤالًا لا يمكن تجاهله: كيف يتحرك الإرهاب بهذا الشكل المتكرر في مناطق تخضع لنفوذ حزب الإصلاح داخل ما تُسمّى بالشرعية؟
الإجابات المتداولة تتراوح بين:
ثغرات أمنية واضحة.
تساهل غير مبرر مع تحركات التنظيم.
أو غضّ
ارسال الخبر الى: