علي عبدالله صالح

كان صعبا أن تكتب عن الرئيس علي عبدالله صالح أثناء حكمه، ومن اللازم ألا يكون صعبا أن تكتب عنه بعد رحيله. وأحرى بخصومه اليوم، ألا يتشبثوا بيقينياتهم الجاهزة عن الرجل، إذ ثمة أمور غابت عنهم مثلما غابت أيضا عنه أمور.
أزعم أنني قضيت وقتا طويلا في محاولة تحليل شخصية علي عبدالله صالح رحمه الله، وسكبت الخلاصة في كتاب الخيوط المنسية عام 2008، ولم أتفاجأ مذ ذلك الحين بأية خطوة أقدم عليها صالح.
واليوم، أنتزع هذه الفقرات من كتاب الخيوط المنسية، (الذي تنبأت فيه بثورة 2011). والفقرات المقتبسة تسلط الضوء على جوانب إدارية ونفسية من شخصيته التي ستظل لعقود قادمة، مثار جدل كبير.
علينا أن نتمعن تجربة الرجل الذي أهدر الكثير من الفرص. علينا أن ندرس علي عبدالله صالح كحالة يمنية بمعزل عن انطباعاتنا السابقة عنه. هناك جوانب عديدة افتقدناها بعد تنحيه عن السلطة، وهنالك تطورات مؤسفة أعقبت ذلك التنحي وأسلمت الرجل لمصير مؤسف ومشرف في ذات الوقت. وألخص القصة بكلمة واحدة: المكابرة التي دفعها إليه خصومه بعد إلمام طويل بنقاط ضعفه كيمني أدمن السير على حواف الضياح.
قلت قبل في الكتاب الصادر عام 2008:
لقد امتلك الرئيس علي عبدالله صالح، طيلة ثلاثة عقود من الحكم، كثيراً من الخبرة. ويشهد له الكثيرون أنه مبدع في مجال السياسة الخارجية. كما أصبح صالح بسبب هذه الفترة الكبيرة في الحكم موسوعة يمنية هائلة تحيط بطبيعة الإنسان والمكان. كما أنه وطيلة ثلاثين عاماً أصدر الآلاف من قرارات التعيين وأدى المئات من الأشخاص اليمين الدستورية أمام الرئيس.
عاصر الناس جميعهم؛ الكفء منهم والضعيف، النزيه والفاسد. جابَهَ التحديات والأزمات أشكالاً وألواناً. ذاق حلاوة النجاح مرات عديدة وتجرع مرارة الإخفاق مرات عديدة كذلك.
شاهد اليمن وهي تكبر أمامه، أجيالاً ومدناً وأحلاماً وتحديات، سمع أجمل القصائد، وأندر الحكايات، تعرف على جوانب رائعة من نبوغ هذا الشعب. استمع إلى الكثير من النصائح والدسائس وعبارات الحب ومعلقات النفاق. عاصر الكثير من الرؤساء في العالم. زار العديد من عواصم العالم. شارك في
ارسال الخبر الى: