علي عبدالله صالح صفحة من كتاب الألم

٦٣ مشاهدة

ما سأورده هنا ليس مقالاً أو كلاماً مستهلكاً مما يتم تداوله من حين لآخر، أو مديحاً يرتبط بمناسبة نسعى لتجميلها بكلامٍ لا يتصل بالواقع.. ما ستحمله السطور التالية شهادة موظفٍ في الخدمات الأرضية بمطار صنعاء جمعته لحظات مثقلة بالألم والصبر والتسامح ولحظة غارقة بالسعادة مع الزعيم علي عبدالله صالح بعد جريمة استهداف جامع دار الرئاسة في جمعة رجب عام 2011، وهذا ما حدث وعاشه وشهده في تلك اللحظات.

مساء يوم السبت الموافق 4 يونيو 2011 تم استدعائي بصورة عاجلة إلى مطار صنعاء دون اطلاعي على سبب الاستدعاء في وقت متأخر من الليل، وعند وصولي إلى المطار تم إبلاغي بأن الطائرة الطبية السعودية الخاصة التي أرسلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود جاءت لنقل الرئيس علي عبدالله صالح والمسئولين والمواطنين الذين أصيبوا في جريمة استهداف جامع دار الرئاسة لعلاجهم في السعودية، وعندها أدركت حجم المهمة التي تم استدعائي من أجلها ومدى السرية التي يجب علينا الالتزام بها نظرا لما كانت تعيشه البلاد في تلك الفترة.

توجهت مع فريق من الموثوق بهم إلى أرضية المطار وبدأنا في تجهيز الطائرة وتزويدها بالوقود ومتطلبات الرحلة وبعد انتهائنا وصلت أول سيارة اسعاف وكانت تقل الرئيس علي عبدالله صالح، الذي رفض بعد إنزاله منها أن نصعد به إلى الطائرة وقال وهو مستلقي على عربة النقل الطبي السريرية والأجهزة الطبية متصلة بجسده المحترق: لن أصعد الطائرة إلا بعد صعود آخر شخص من رفاقي المصابين...

توالى وصول سيارات الإسعاف وكلما وصل مصاب كان يستقبله الفريق الطبي السعودي ويجري له فحوصات طبية للتأكد من وضعه الصحي وقدرته على تحمل متغيرات الضغط الجوي بعد الإقلاع، وفيما كنت أقف مع كبير الأطباء بجانب عربة نقل الرئيس كان كبير الأطباء يدنو منه ويرجوه عدم التحدث حتى لا تسوء حالته، لكن الرئيس لم يلتفت لتنبيهات الطبيب وظل يردد: حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل لدرجة أني لاحظت تساقط قطع صغيرة متفحمة من رقبة الرئيس أثناء ترديه للعبارة.

بعدها جاء أحدهم وهمس

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع وكالة خبر لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح