علي عبدالله صالح الانتظار الذي لا يأتي

٣٠ مشاهدة

عاش الشعب اليمني في لحظة صدمة جراء رحيل الشهيد علي عبدالله صالح، لم يستوعبوا الخبر، لقد وقع عليهم مثل الموت، لم نستوعب الحقيقة إلا متأخراً، ومن قوة الصدمة ما زال الكثير من الناس لم يستوعبوا رحيل صالح، وهؤلاء أكثر الناس من ينتمون لصالح أكثر من المقربين منه، ومع هذا فالزعيم علي عبدالله صالح لا يموت إلا واقفاً، لقد شكل الموت الذي يناسبه، واقفاً مواجهاً ومقبلاً غير مُدبر، ذلك لأن الموت لا يتمكن منه بسهولة.

في صباح الرابع من ديسمبر 2017، استيقظ والدي على غير عادته، استيقظ مجذوباً مرتبكاً على صراخ من كانوا في البيت، والدتي كان صراخها يعلو في المنزل، أخي الصغير يوسف من ذوي الاحتياجات الخاصة كان مدركاً لماذا تصرخ والدتي فصرخ معها وكان جميع من في البيت في حالة ذهول، يقول والدي، ولفني تيار من الطنين وأنا أسمع صراخهم، أنصت لوالدتك وهي تقول قتلوه.. قتلوه.. مات علي عبدالله صالح، فيقف شعر رأسي، أصوات بكاء تتسلل من الغرفة المجاورة، يغرز الحزن أسنانه السوداء في كبدي، ويتخايل لقلبي شبح موت صالح الذي لطالما رفضنا موته ولم نتقبل ذلك، أقوم من فراشي مندفعاً نحو الغرفة، لأواجه الحقيقة، حقيقة استشهاد ضلعنا وضلع اليمن، أجهشت بالبكاء معهم، أرى أخاك جالساً وفي حالة فزع، وأمك مُستندة إلى كتفه، وجاري برفقة أبنائه في هذه الأثناء يناديني يبلغني الخبر، خرجت لمقابلته والجميع يبكون، بعد ساعة من الخبر، تتجسد الكآبة في كل المناظر وصور الحياة.

كان علي عبدالله صالح عصياً على الموت والغياب، وهو حاضر اليوم رغم الغياب بشخصيته المتفردة، وكاريزميته النادرة، عاش قائداً شجاعاً، غير مداهن أو منافق، كان كبيراً بكبر اليمن، عزيزاً كريماً وفياً كما عهدته كل البلاد، ظهر على مسرح التاريخ كأول وآخر زعيم حكم اليمن، وأعطى شعبه حق الاعتزاز بوجوده على هذه الأرض.

جحدوك يا آخر الرؤساء ونسبوا إليك الجوع والفقر المهين، نسجوا عليك قصص وروايات فشلهم التي تعمل على تشتيت انتباهنا، عبر الضخ الإعلامي الكثيف والمزيف والممنهج لإظهار خط إعلامي يخدم جهات

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع وكالة خبر لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح