عبد الفتاح كيليطو قراءة الناقد وفق ما جاء به

119 مشاهدة

لأيّ نوعٍ تنتمي كتاباتي؟، هكذا عنوَنَ الناقد والباحث المغربي عبد الفتّاح كيليطو (1945)، إحدى مقالاته التي نشرتها العربي الجديد منذ سنوات، وها نحن اليوم نستعيد معه هذا التساؤل لنقف على بعض مُنجزه الأدبي، بمناسبة فوزه، قبل أيّام، بـالجائزة الكُبرى للفرنكوفونية التي تمنحُها الأكاديمة الفرنسية سنويّاً. وبطبيعة الحال، لا تضعُنا استعادة هذا السؤال أمام إجابة واحدة، بل تقودُنا إلى طبقات وتقاطُعات معيّنة، من دون أن نعني بذلك أنّ كتابات كيليطو عصيّة على التصنيف بشكل مُطلَق، رغم أنّ بعض المختصّين والمتعمِّقين بعوالم صاحب رواية والله إن هذه الحكاية لحكايتي (2021)، يميلون إلى القول بهذا الرأي.

في الحدود الأولى على الأقلّ، فإنّ في استدعاء كيليطو الدائم أعمالَ الجاحظ والجرجاني والمعرّي، وتطبيقه لنقوداتِهم على نصوص من آداب أوروبا، مقدارٌ وافر من نظرة الأكاديمي المُقارِنة بين النصوص والأشياء والكلمات. وهذا ما يتجلّى عنده بطريقة عِلمية تُؤطِّر مقولته، وإن باتت أعمالُه الأخيرة تنحو صوب الإيجاز والسهولة، أو ربّما صارت اللغة فيها مألوفة أكثر من ذي قَبل لدى القرّاء، مع تكرار الأمثلة وتشقيقها، وفق تعبير صاحبها الأثير، من دون أن تفقد غرابتها طبعاً. يتساءل في مقدّمة كتابه التخلّي عن الأدب (2023): هل يُمكن أن نبحث عن قَدَم ابن طُفيل (1110 - 1185م)، في رواية روبنسون كروزو للإنكليزي دانييل ديفو (1660 - 1731)؟

نقدٌ ينتظرُ قراءة تُوسّعه وتُضيف إليه من روح صاحبه

لكن ألَم تتعدّد طبقاتُ التلقّي العربي لأعمال كيليطو؟ إذ لا يُمكن القول إنّ الطريقة التي تمّ بها تلقّي الأدب والغرابة (1982)، أو الكتابة والتناسخ (1985)، هي ذاتها الطريقة التي تلقّينا بها مسار (2014)، أو في جوّ من الندم الفكري (2020). وهذا لا يعود فقط إلى المسافة الزمنية التي تحدَّث عنها بول ريكور، الفاصلة بين تاريخ إنشاء النصوص وبين لحظة قراءتها على يد أجيال جديدة تتأوّلها وتُعيد النظر فيها، بل تعود أيضاً إلى طبيعة كتابات كيليطو نفسها، التي شقّت طريقها بفَرادة منذ ثمانينيات القرن الماضي لتكون في المتن تماماً ممّا يُنتَج ويُقرَأ ويَلقَى تفاعُلاً بين القُرّاء.

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح