عامان من الطوفان واليمن فارس الميدان
مرّ عامان على انطلاق عملية طوفان الأقصى، واليمن لم يغادر الميدان .
كان وما يزال، سيفًا مشرعًا في وجه الطغيان. من صنعاء إلى البحر الأحمر والعربي، ومن صعدة إلى إيلات ويافا، خاض اليمن ملاحم الإسناد، وواجه تحالفات دولية، وقدم من أبنائه الأوفياء شهداء، لكنه لم يتراجع.
منذ اللحظات الأولى للعملية، خرج الشعب اليمني معبّرًا عن فرحته واستبشاره بتلك العملية العظيمة التي أفرحت قلوب المؤمنين. وحين بدأ العدو عدوانه على غزة ، خرج من قلب الجراح، ليقول للعالم:غزة ليست وحدها.. فنحن في الميدان.
وانطلقت الكلمة التي أصبحت شعارًا خالدًا يردده اليمنين:لستم وحدكم، نحن معكم. ومنذ تلك اللحظة، بدأت ملحمة لا تُشبه إلا اليمن نفسه. شعبٌ محاصر لأعوام يخرج بالملايين أسبوعيا ، يهتف لفلسطين وغزة، ويُرسل رسائل الغضب بصوت يهز الأرض.
حالة تعبئة شعبية مستمرة امتدت على مدار عامين كاملين حيث وصل عدد المجندين أنفسهم لمواجهة الصهاينه ما يقارب المليون يمني.فيما كل جمعة، وكل مناسبة، وكل مجزرة في غزة، كانت تُقابل بخروج جماهيري يمني يُجدد العهد، ويُعلن أن القضية هوية وطنية مغروسة في وجدانهم.
شعب عمل على مقاطعة المنتجات التابعة للعدو وداعميه، وجمع التبرعات لتصل للمجوعين في غزة ، وكذا قدّم الدعم للصناعات العسكرية، لتتضاعف قدرات اليمن في إنتاج الصواريخ والطائرات المسيّرة. فيما القوة الصاروخية اليمنية عملت ليلًا ونهارًا، جاهدة حتى أن تكون هجماتها ذات تأثير كبير على العدو. فصنعت وطورت وأُطلقت الصواريخ والمسيّرات.
واجه اليمن تحالفًا صهيوامريكي وبريطاني استهدف الأعيان المدنية والمؤسسات الخدمية، ظنًا منه أن اليمن سيخضع، لكن عزيمة الشعب وارتباطه بقيادته وقواته المسلحة كانت أقوى من كل غاراتهم.فخرج اليمنيون من تحت الأنقاض، جرحى، مغمورين بالدماء، ويهتفون:هذه الجروح وهذه الدماء لن تثنينا عن موقفنا في دعم غزة ومقاومتها… نحن مع غزة حتى آخر نفس.فقدّم اليمن الشهداء من كل الفئات ،وكان منهم رئيس الحكومة وعدد من وزرائه، الذين ارتقوا جراء غارات على العاصمة صنعاء.
ولكن في كل جنازة كان الهتاف واحدًا:ليست دمائنا اغلى من دمائهم ولا شهداؤنا اغلى من شهدائكم.. ولن
ارسال الخبر الى: