ظروف الحرب تفاقم زواج القاصرات في اليمن

29 مشاهدة

تغيب القوانين في اليمن التي تحمي القاصرات من الزواج، فتُنتهك إنسانيتهنّ وطفولتهنّ بحجة الفقر، ويتحملن أعباءً تفوق قدراتهنّ البدنية والنفسية.

في وقت كانت رفيقاتها يلعبن في قريتها بريف محافظة ريمة غربي اليمن، كانت أسرة منى (14 عاماً) تجهّزها كي تزف عروساً إلى عريس في الـ32 من العمر. ولم تكن منى تدرك ما يدور حولها، باستثناء أنها سترتدي الفستان الأبيض الذي تحلم به الفتيات منذ الطفولة.

حدثت مراسم وطقوس حفل الزفاف وفق العادات والتقاليد المتعارف عليها في الريف اليمني، وفي ليلة الدخلة وجدت الطفلة منى نفسها كما لو أنها فريسة بين يدي وحش مفترس، وأغمي عليها وتعرضت لنزيف حتم إسعافها إلى المستشفى.

يقول والد منى لـالعربي الجديد: أشعر بتأنيب الضمير الذي سيظل يلازمني طول الحياة. كأنني قتلت طفلتي بيدي، إذ زوجتها تحت ضغوط من بعض أقاربي الذين قالوا إنها أصبحت بالغة وجاهزة للزواج، وإن المرأة ليس لها إلا الزواج في الحياة. وفي يوم عرسها أغمي عليها وتعرضت لنزيف حاد. رأيتها ذلك اليوم في هذه الحالة، وكنت كالمجنون من القهر والخوف عليها. يضيف: بعد تلك الليلة كانت الحالة النفسية لطفلتي صعبة. كانت منكسرة ودائمة الصمت وتشعر بالخوف والقلق، ورفضت أن تعود إلى بيت زوجها، ما ضاعف شعوري بالذنب والقهر، فقررت معالجة الخطأ، وأتممت إجراءات طلاقها ودياً، وأخذتها إلى طبيب نفسي لعلاجها من الصدمة التي تعرضت لها.

ولم يكن وضع منى أفضل من غادة التي تزوجت في سن الـ13 في ريف محافظة المحويت غربي صنعاء. وبعد أسابيع من زواجها حملت، وحين حان موعد الولادة أسعفت إلى أحد المراكز الطبية، لكنّها لم تقوَ على مضاعفات الولادة فماتت مع طفلها.
منى وغادة ضحيتان لزواج القاصرات في اليمن، وهي ظاهرة عادت للانتشار بقوة في ظل الحرب، خصوصاً في المجتمعات الريفية والقبلية التي تخضع لعادات وتقاليد وأفكار دينية مغلوطة ترغب بتزويج قاصرات باعتبار أن الزواج يستر الفتاة.

/> الأرشيف التحديثات الحية

زواج القاصرات في اليمن.. عائلات تبيع بناتها بـ الديون

ويقول الباحث الاجتماعي خليل النجار

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح