طوفان المناخ يغرق قرى في كينيا كيف زحفت البحيرة إلى المنازل

26 مشاهدة

عندما استأجر المزارع ديكسون نجومي أرضه الخصبة قرب بحيرة نيفاشا في كينيا عام 2008، كان يفصله عن الشاطئ أكثر من كيلومترَين. المسافة كانت كافية ليطمئن قلبه على محصول الخضروات الذي يبيعه في الأسواق المحلية، وعلى أمان أطفاله الأربعة. في ذلك الوقت، كان القلق السائد هو انحسار المياه وجفاف البحيرة، لكنّ الطبيعة كان لها رأي آخر ومفاجئ. فمنذ عام 2011، بدأ الشاطئ يزحف ببطء وثبات نحو اليابسة. وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، هطلت الأمطار مبكراً ولم تتوقف لشهور، لتكتب فصلاً مأساوياً جديداً في حياة عائلة نجومي.

في صباح أحد أيام أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لم يستيقظ نجومي على ضوء الشمس، بل على المياه تغمر سريره بارتفاع قدم (حوالى 30 سنتيمتراً). يقول والذهول يعلو وجهه: ارتفعت البحيرة ليلاً بينما كنّا نائمئن، وغطت كل شيء، بينما تقول زوجته، روز وافولا: كانت البحيرة تبدو بعيدة... وفجأة، في ليلة واحدة، وجدنا بيتنا وسط الماء. وتعيش الأسرة حالياً لاجئة في الطابق الأول من مدرسة مهجورة، بعد أن انضمت لقائمة طويلة تضم 5000 شخص شردتهم مياه نيفاشا هذا العام فقط.

وتمتد المأساة لتشمل منطقة الوادي المتصدّع بأكملها؛ إذ لا يقتصر ارتفاع المياه على نيفاشا، بل يضرب بحيرات بارينجو وناكورو وتوركانا. وبحسب دراسة حديثة لوزارة البيئة الكينية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نزحت أكثر من 75 ألف أسرة في أنحاء الوادي المتصدع بحلول عام 2021.

الصورة alt="فيضان بحيرة نيفاشا، كينيا، 27 نوفمبر 2025 (Getty)"/>
فيضان بحيرة نيفاشا، كينيا، 27 نوفمبر 2025 (Getty)

وفي بحيرة بارينجو، التي تصدرت عناوين الأخبار في العامَين الماضيَين، لا تزال المباني التي غمرتها المياه تقبع في القاع. يقول أستاذ التخطيط البيئي في جامعة كينياتا، سيمون أونيوير: في بارينجو، ارتفع منسوب المياه إلى نحو 14 متراً... لقد غمرت المياه كل شيء تماماً، واختفت معالم كاملة مثل فنادق بلوك السياحية، ولن نراها مجدداً.

يحاول العلماء فك شيفرة هذا الارتفاع المستدام والمفاجئ لمنسوب المياه المستمر منذ 15 عاماً

لا تهدّد المياه البشر ومنازلهم فحسب، بل تضرب عصب

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح