طوفان الجنوب يتصاعد والحشود تهتف لا تراجع عن الاستقلال
23 مشاهدة

4مايو/تقرير خاص-محمد الزبيري
في يوم ثانٍ لا يقل عن الأول عظمة واتساعًا وإبهارًا، يتواصل طوفان الجنوب الجماهيري مكتسحًا كل محاولات التقليل من شأنه، ومثبتًا أن ما بدأ يوم أمس لم يكن مجرد موجة غضب عابرة، بل هو فصل جديد وحاسم من فصول التاريخ الجنوبي الحديث.
فبعد أن فجّر اليوم الأول مفاجأة مدوّية بحشود تخطت كل التوقعات، جاء اليوم الثاني ليرسّخ الصورة ويؤكد أن الجنوب أمام استفتاء شعبي حيّ، لا يمكن تفسيره أو تجاهله أو الالتفاف عليه.
في العاصمة عدن، من قلب خور مكسر إلى ساحة العروض، وفي المكلا وسيئون والغيضة وشبوة ولحج وأبين والضالع وسقطرى، تتوحد الأصوات وتتداخل الهتافات، وترتفع الأعلام، لتعلن أن إرادة الشعب أصبحت حقيقة لا يمكن لأحد أن يقف أمامها.
الجنوب اليوم لا يرفع صوتًا فحسب، بل يرسم حدود دولته القادمة بيديه، ويفرض واقعًا جديدًا ستتعامل معه المنطقة والعالم.
*الساحات تتحدث
لم تعد الساحات مجرد مساحات جغرافية للتجمع، بل تحولت إلى كيانات حية تنبض بروح الدولة الجنوبية المنشودة.
إنها دولة النظام والإرادة الحرة والوعي الجمعي التي تتشكل أمام أعين العالم. ففي ساحة العروض بالعاصمة عدن، التي استحقت لقب أيقونة الثورة، يقف الزائر مذهولاً أمام مشهد بانورامي لا يُنسى: آلاف الخيام البيضاء التي انتصبت في تناسق بديع، كأنها مدينة جديدة ولدت من رحم الإرادة الشعبية. هنا، لا مكان للعشوائية؛ فاللجان المنظمة، التي شكلها شباب متطوعون، تعمل كخلية نحل لا تهدأ. فرق تتولى توزيع الماء والطعام على المعتصمين، وأخرى طبية تقدم الإسعافات الأولية، ولجان أمنية شعبية تسهر على حماية الساحة وتأمين مداخلها ومخارجها.
الأمر يتجاوز مجرد الإقامة والاعتصام. ففي قلب الساحة، نصبت منصة مركزية تحولت إلى منبر حر للجنوب، تتعاقب عليها الكلمات والخطابات. تسمع شيخ قبيلة من أبين يؤكد على وحدة الصف، ويليه أكاديمي من جامعة عدن يحلل الأبعاد القانونية لحق تقرير المصير، ثم فنان يلهب حماس الجماهير بأغنية ثورية تستدعي أمجاد المقاومة الجنوبية. وفي المساء، تتحول أجزاء من الساحة إلى حلقات نقاش فكرية، حيث يجلس الشباب حول مواقد
ارسال الخبر الى: