طفولة مسروقة زواج القاصرات يطارد فتيات مصر
تصنّف دراسات أكاديمية زواج القاصرات بأنه أحد أشكال الاتجار بالبشر، نظراً لآثاره الإنسانية والاجتماعية الخطيرة، كما أنه يتخذ صوراً متعددة، مثل الزواج السياحي، وزواج الصفقة، وزواج المتعة. وتتكرر قصص فتيات حرمن من طفولتهن وتعليمهن، وأجبرن على الزواج المبكر تحت ضغوط العادات أو الظروف الاقتصادية، رغم تعدد الخلفيات والبيئات.
قبل نحو خمسة عشر عاماً، كانت نيفين تتمتع بتفوق أكاديمي لافت، لكن حياتها انقلبت رأساً على عقب حين أُجبرت على ترك المدرسة للزواج. اليوم، وقد شارفت على الثلاثين من عمرها، وأصبحت أماً لمراهق، تقول إنها تعيش حزناً عميقاً على أحلامها الدراسية التي تحطمت، محاولة تعويض ما فاتها من خلال دعم تعليم ابنها.
يختلف هذا السيناريو مع قصة ليلى إبراهيم، تلميذة الصف الأول الثانوي، التي أجبرت على الزواج، لأن الفقر يحدد كل تفاصيل حياتها، فعندما تقدم لها شاب بعرض الزواج، رحبت أسرتها بالفرصة، وجرى إتمام الزواج عرفياً، انتظاراً لإجراءات رسمية تكتمل بعد بلوغها السن القانونية، لكنها أنجبت طفلة، ولم تتمكن من تسجيلها بعد، بينما تعيش في دوامة من العنف على يد زوجها ووالدته، وتضطر أحياناً إلى الهرب إلى منزل والدها، فتجبرها زوجته على العودة.
أما نبيلة محمد، فقد أُجبرت حين كانت في الرابعة عشرة من عمرها على الزواج من ابن عمدة قريتها الذي كان يكبرها بـ12 عاماً، وبالرغم من أنها لم تكن راغبة في الزواج، فإن والدها اعتبر العريس فرصة لا تُفوت، وكاد حملها الأول ينتهي بكارثة، لكنها نجت. اليوم، وهي في العشرين، باتت ترعى ثلاثة أطفال، وتحمل في قلبها حسرة على طفولة لم تعشها، ومسؤوليات فُرضت عليها.
في المقابل، تقول صفاء عدلي (63 سنة) إنها أُجبرت في طفولتها على الزواج من قريب كان يكبرها بنحو عشرين عاماً، لكن ظروفها تغيرت بعد الزواج، إذ شجعها زوجها على استكمال تعليمها، والتحقت بكلية الآداب، كما وفر لها حياة مستقرة أنجبت خلالها ثلاثة أبناء أكملوا تعليمهم الجامعي وحققوا نجاحات مهنية، لكنها تؤكد أن تجربتها كانت استثناء نادراً، وأن كثيرات غيرها تعرضن للظلم والمعاناة بسبب الزواج
ارسال الخبر الى: