طربوش جدي معلق أربعون عاما من الحب والاغتراب

20 مشاهدة

في عرضها الأخير، مساء أول من أمس الأحد على خشبة مسرح المونو في بيروت، قدّمت مروى خليل وجنيد زين الدين مسرحية طربوش جدّي معلّق أمام صالة ممتلئة بالجمهور، وما إن تُفتح الإضاءة حتى تتدلّى الطرابيش الحمراء من سقف الخشبة، عشرات منها معلّقة بخيوط رفيعة.

تبدأ المسرحية، التي سيتواصل عرضها في La Cité جونية في الأسبوع الأخير من هذا الشهر، بجملة بسيطة تقولها هلا بلّشت القصة هون وكأن الفضاء المسرحي يتحوّل فجأة إلى ملجأ من ثمانينيات الحرب الأهلية حيث وُلدت قصة الحب الأولى بينهما.

النص كتبته مروى خليل بالاشتراك مع رياض شيرازي وأخرجه الأخير، ولا يقدّم مجرد قصة حب بل يلتقط مسار بلد كاملاً خلال أربعين سنة، مستوحى جزئياً من تجربة شخصية لمروى التي عاشت الاغتراب بين أكثر من بلد، تماماً مثل هلا التي خبرت معنى التعود على مكان جديد ثم اكتشفت أنها ما زالت تنتمي إلى بيروت رغم كل شيء. أخذت من تجاربها عناصر العزلة والحنين ومحاولة الاندماج ثم إحساس اللا-انتماء الذي يرافق اللبناني أينما ذهب، وحوّلته إلى نص يربط الخاص بالعام.

تمتد الحكاية من الملجأ إلى الاغتراب ومن الاجتياحات إلى الانفجارات بين بيروت التي بقي فيها إبراهيم وبين العواصم التي تنقّلت بينها؛ من باريس إلى كندا ثم دبي، كأنها تجسّد النموذج الأكثر شيوعاً للاغتراب اللبناني؛ حب لا ينطفئ للوطن، حب فيه الكثير من الألم لا يسمح لصاحبه بالبقاء فيه طويلاً. الانتقالات بين المحطات السياسية دقيقة ومؤثرة، إذ يحمل كل زمن مفرداته الخاصة ومشاعره. كل محطة تظهر مثل صورة مُلصقة على الستائر البيضاء خلف الممثلين لتبرز معالم البلد الذي يستقبل المغترب من دون أن يحضنه.

الصراع الداخلي بين البقاء والمغادرة، بين حب الوطن والعاطفة

المسرحية لا تعتمد على خطاب سياسي مباشر، لكنها تبني ذاكرتها الجماعية من خلال المفردات والمواقف في لحظة عندما يذكر جنيد مفردات تعود إلى حقبة لبنانية معينة زمانية ومكانية يعلو ضحك الجمهور بصوت واحد، ضحك لا يشبه الفرح بل هو صدى مشترك لذكريات مؤلمة تحولت إلى سخرية.

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح