طرابزون التركية عروس البحر الأسود قبلة السياح العرب

١٠٢ مشاهدة
استعادت ولاية طرابزون شمال شرقي تركيا مع ولايات أخرى في البحر الأسود مثل ريزة وأرتفين وكيراسون وسامون وأوردو صدارة السياحة العربية على الأقل بعدما عرفت مزاج السياح القادمين من المشرق ونافست بورصا وسرقت الضوء منها على غرار إسطنبول استعادت طرابزون وأخواتها السياح العرب بعدما طاولت الحملات العنصرية التي تنامت في تركيا خلال الأعوام الأخيرة السياح الخليجيين وزادت بعدما تعرض سائح كويتي لإساءة وضرب العام الماضي ما شكل علامة فارقة سوداء بذلت سلطات الولاية جهدا كبيرا لاحتوائها بعدما تحولت الواقعة إلى قضية رأي عام ثم تعدت ردود فعل الشارع إلى البرلمان يقول الباحث المتحدر من منطقة البحر الأسود صدقي يلماظ لـالعربي الجديد بنى تجار مالطا طرابزون التي بقيت يونانية حتى احتلها الرومان عام 65 قبل الميلاد ثم جاء العثمانيون وقد تهدمت وبنيت مجددا مرات ثم عرفت بإمبراطورية طرابزون خلال الفترة البيزنطية قبل عام 258 وبقيت مدينة ساحلية وميناء تجاريا يوصل البضائع إلى الفرس حتى تنفيذ الحملة الصليبية عام 1202 وتحكي كتب التاريخ عن ازدهار طرابوزند بعد نهب القسطنطينية على يد الصليبيين اللاتينيين لكن البيزنطيين استعادوها عام 1261 ثم أعادت الحملة الصليبية الرابعة في القرن الثالث عشر والرابع عشر السيطرة على طرابزون في مناطق شمال شرقي الأناضول وجنوبي القرم التي كانت ضمن الإمبراطورية البيزنطية وفي عام 1461 حين انتهى تاريخ الإمبراطورية اللاتينية وسقطت إمبراطورية طرابزون في يد السلطان العثماني محمد الفاتح وكان فيها أعراق وقوميات عدة مثل الأرمينية واللازية واليونانية ومع نهاية القرن السابع عشر كانت نسبة كبيرة منهم قد تحولت إلى الإسلام بحسب ما يفيد كتاب ضرائب الإمبراطورية العثمانية ويشير يلماظ إلى أن ولاية طرابزون شهدت صراعا على الحكم خلال الفتح العثماني فبادر السلطان بيازيد ابن محمد الفاتح إلى تعيين ابنه سليم حاكما لها وابنه الثاني أحمد حاكما لأماسيا والثالث كركود حاكما لولاية أخرى وهكذا فرق بيازيد أولاده وقطع الطريق أمام تنامي الخلاف بينهم وكان سليم قد تولى على طرابزون حين كان في الـ11 من العمر وبقي عليها نحو 30 سنة حتى عام 1510 وتزوج عائشة حفصة خاتون وأنجب ابنه سليمان أما الحدث الأبرز في العصر الحديث وفق يلماظ فكان قصف الروس طرابزون خلال الحرب العالمية الأولى حين قتلوا آلاف السكان واستولوا عليها ثم انسحبوا منها مع بداية الثورة البلشفية عام 1917 فعادت طرابزون إلى تركيا وخلال حرب الاستقلال عام 1920 لم يستجب سكان طرابزون لليونانيين وبقيت الولاية تركية منذ عام 1023 وقال المتخصص في الشأن السياحي إبراهيم سيفجين لـالعربي الجديد إن مزارع الشاي ليست في طرابزون بل تقع قربها في ولاية ريزا والبندق ليس في طرابزون بل قربها بولاية أوردو علما أن طرابزون ومناطق قربها تحتضن أفضل المواسم الزراعية وأجمل الأماكن السياحية على البحر الأسود ما جعلها تلقب بـعروس الأسود قبلة السياح العرب الأولى في تركيا بسبب جمال طبيعتها وسحرها وتاريخها الإسلامي واشترى عرب بيوتا وأراضي في طرابزون لدرجة أن اللغة العربية انتشرت فيها ما أزال شعور السياح العرب بالغربة وأوضح أن طرابزون تجمع بين جمال الطبيعة الساحلية والزراعة المتفوقة عالميا والتجارة المزدهرة وأصل سكانها من اليونان والقبائل التركية التي عملت في التجارة مع الفرس من الجنوب والقوقاز من الغرب وأفاد سيفيجين بأن ما تملكه الولاية من أوابد وطبيعة محط أنظار السياح وهدف إقبالهم على زيارتها لكنه يستدرك بأن السياحة قليلة هذا الموسم بسبب شائعات عن العنصرية والغلاء والخليجيون والسعوديون تحديدا أعادوا الانتعاش السياحي إلى ولايات البحر الأسود وأشار إلى أهم أوابد الولاية ومراكز الجذب فيها طرابزون مكان مولد أهم السلاطين سليمان القانوني وأحد أماكن إقامة مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك لسنوات وقصره الذي يقع على تلة سوغ كسو ويتضمن ثلاثة طوابق من معالمها المهمة بعدما تحول إلى متحف يحتوي على كثير من ممتلكات أتاتورك وتحدث عن الأديرة الكثيرة في الولاية ويصنف دير فازيلون بأنه الأقدم رغم أن تاريخه شبه مجهول فعليا لكن يقال إن يوحنا المعمدان أقام في المنطقة لذا يعتبر من الأماكن السياحية المهمة في طرابزون بسبب جماله وقدسيته بالنسبة إلى بعضهم وفي طرابزون أيضا دير صوميلا الذي تتعدد الروايات عنه وهو حتى اليوم تحفة معمارية يقصدها السياح كذلك يعتبر دير بيريستيرا المبني على صخرة بارتفاع 250 مترا من المقاصد المهمة في الولاية إلى جانب دير البنات أو كما يسمى دير العذراء theoskepastos وتبقى قلعة طرابزون التي تقع على أعلى تلال المدينة خشية حصول هجوم من البحر من أهم معالم الولاية إلى جانب متحف آيا صوفيا والسوق المغطى وميدان مركز من دون أن ننسى الشاطئ والبحيرات العجيبة مثل البحيرة الطويلة أوزينغول التي كانت بحرا وباتت بحيرة محاطة بغابات مع التغيرات الجيولوجية وفي شأن المساجد الموجودة منذ زمن بيازيد الأول يقول سيفجين تتضمن طرابزون مساجد مهمة مصنفة ضمن الأكبر في تركيا منها مسجد جلبهار الذي بني في عهد سليم الجبار ومسجد إسكندر باشا ومسجد النقيب ومسجد الفاتح الذي كان كنيسة للكاثوليك حتى عام 1461 وبالانتقال إلى ما تشتهر به طرابزون من أطعمة تحدث يلماظ عن البانجر وهو أوراق ملفوف أسود محشوة بالأرز واللحم يسكب عليها اللبن الطرابزوني والغوليا غير البعيدة عن البانجر وهي ملفوف أسود وجزر وفاصولياء وذرة والصارامبولا أرز وذرة ورغم طغيان الأطعمة النباتية في الولاية لأنها زراعية بامتياز تنتشر أطعمة البروتين الحيواني في طرابزون مثل كفتة أكتشابات وأنواع كثيرة من وجبات السمك مثل كفال إكشيليسي الذي يطبخ بالفرن مع ليمون وخضار ومحشي سمك بالاموت الذي يحشى بجوز وزبيب وصنوبر وسمك الهمسي الصغير إضافة إلى أصناف من معجنات التي تشتهر بها الولاية مثل فطيرة الجبنة الطرابزونية وللحلويات مساحة على أطباق مطاعم الولاية مثل كوكوجا القرع والذرة المهروسة التي تمد في صينية ويوضع فوقها سكر وحليب وتزين بالجوز وجوز الهند وحلويات بورك اللاز وهي رقائق كما البقلاوة يصب القطر فوقها ومن الحلويات أيضا تورتة الكاكا ومربى الكاكا الطرابزونية التي تزرع في الولاية وتبعد طرابزون 1069 كيلومترا عن إسطنبول ويبلغ عدد سكانها نحو 757 ألف نسمة تقريبا وتعتبر السياحة عصب اقتصادها إذ تستقبل آلاف السياح العرب سنويا وهي تمتاز بمناخ دافئ في الصيف ورطب وبارد في الشتاء ويكثر في العادة هطول الأمطار والثلوج في المنطقة وتبلغ مساحة طرابزون نحو أربعة آلاف و685 كيلومترا مربعا وتشكل الهضاب نسبة 22 4 منها والتلال نسبة 77 6 من المساحة الكلية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح