خلف طايع الكتابة بوصفها صورة

٣١ مشاهدة
في معرض افتتح مساء الثلاثاء الماضي ويتواصل حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري يستعيد مركز الجزيرة للفنون في القاهرة تجربة الفنان التشكيلي المصري خلف طايع 1943 2014 مضيئا مسارات متعددة في تجربته سواء على صعيد الرسم أو التنظير لا تغيب الأشكال الهندسية مثل الدائرة والمثلث والأسطوانة عن الكثير من أعمال الفنان الراحل حيث تمتزج مشاهد من الطبيعة الصامتة بمسحة سريالية فلا تعود مفردات اللوحة تنتمي إلى واقع محسوس ومحدد إنما تزيحها إلى عوالم تجريدية رمزية تشير إلى عالم لا مرئي يثير التأمل درس المنمنمات الإسلامية كنموذج معبر عن العلاقة بين الصورة والكلمة شكل بحث طايع في ما وراء الطبيعة أساس تجربته في احتفاء بالسكون والطاقة الروحانية لعوالمه التي يرسمها مستخدما ألوانا قوية وصريحة في العادة وكذلك تباينا حادا في التعامل مع الظل والنور خاصة في تشكيل الفضاء أو السماء أو البحر الذي يحد الأشكال المرسومة كما تعكسه اللوحات المعروضة استمد الفنان المولود في مدينة الإسكندرية تلك الحركة العشوائية والمتقطعة من أمواج البحر وكذلك في التناغم اللوني الذي يبنيه على استخدام الألوان الباردة والحارة بتدرجاتها في العمل نفسه في اهتمام بخلق علاقات لونية متوازنة في مناخات تقترب من الصوفية كما يقدم المعرض نماذج عديدة من البورتريهات التي رسمها طايع خلال عمله في الصحافة حوالي أربعة عقود خاصة تلك التي كانت تنشر مع زاوية الروائي الراحل خيري شلبي في مجلة الإذاعة والتلفزيون باسم بورتريه لشخصيات مثل سيد درويش وبيرم التونسي وصلاح عبد الصبور وصلاح جاهين وبليغ حمدي ومحمد الموجي وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وغيرهم أما البعد الأبرز في تجربة الفنان فتتعلق ببحثه النظري والعملي حول الكتابة بوصفها صورة من خلال دراسته للخط العربي والزخارف في إعداده لرسالة الدكتوراه كما ألف كتابين هما الحروف الأولى دراسة في تاريخ الكتابة 2004 وورشة عمل الرسم بالقلم الرصاص 2010 يشير بيان المنظمين إلى أن عشرة أعوام مرت على رحيل الفنان خلف طايع وهو واحد من هؤلاء الذين مزجوا بين الصورة والكلمة من أكثر من زاوية فقد دأب في أبحاثه على البحث عن العلاقة بين الصورة والكلمة ودرس أيضا عن قرب المعاني الفلسفية في المنمنمات الإسلامية وهي أهم الأمثلة في تاريخ الفن تعبيرا عن تلك العلاقة ويضيف طايع رسام صحافي من طراز رفيع فقد امتزجت رسومه مع الكلمة المكتوبة وتسللت إلى وجداننا جميعا سواء كنا متخصصين أو مجرد متلقين استغل طايع الصحافة الورقية وقوة انتشارها في نشر فنه للعامة واقترب منهم بالفعل بخطوطه المليئة بالحيوية يذكر أن خلف طايع حاز درجة دكتوراه في الفلسفة عن أطروحته التي تحمل عنوان المنمنمات الإسلامية ودورها في عمل تصوير إيضاحي معاصر من جامعة الإسكندرية عام 1996 وأقام العديد من المعارض في الكويت وبغداد بالإضافة إلى مصر

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح