طارق والمخا إعادة الاعتبار للمكان

١٢١ مشاهدة

تكتسب بعض الأمكنة هيبتها من عظمة مؤسسيها، كما قد يكتسب بعض الأشخاص قيمتهم من قيمة المكان نفسه، نظرا لعراقته التاريخية أو لأي اعتبار آخر، وشواهد التاريخ أكثر من أن نحصيها..
المخا في اليمن ــ وبالأصح مخا ــ ليس مجرد اسم لبقعة جغرافية على سِيف البحر الأحمر؛ بل تاريخ وجد قبل التاريخ ذاته. على ثرى تربته عبرت أجناس وقوميات وتلاقت أديان ومذاهب، وتعارفت حضارات وأمم، أما إذا عدنا إلى التوراة فسنجد نبيا يحمل اسم مخا/ ميخا، كما سنجد إشارات لأماكن أخرى، مثل: عدن و قنا/ كنة اللتين ذُكرتا أيضا في التوراة، إلى جانب مناطق يمنية أخرى.
وفي نصوص المسند المخا/ مخن، ميناء قديم يرجع تاريخه إلى ما قبل الميلاد، فقد عُثر فيها على نقشٍ بالمسند، أرجعَ تاريخَه فريقٌ من العلماء إلى ما قبل الميلاد بحوالي 300 أو 250 سنة. وقد ذُكرت المخا في نقوشِ المسند أربع مرات باسم مخون. وإنّ أقدمَ معلومةٍ عن المخا في التاريخ اليمني تعود إلى زمن الأوسانيين في الألف الثانية قبل الميلاد الذين اتخذوا المخا ميناءً وأبحروا منه إلى العالم، لممارسة التجارة عبر الملاحة البحرية، والعبور منه إلى أفريقيا وإلى مصر، فصار أشهر الموانئ اليمنيّة قبل شهرة ميناء عدن.
وذُكرَ اسمُ المخا أيضًا في كتابةٍ سُجلت فيها حروب الملك يوسف أسأر، المشهور بذي نواس على الأحباش ونصارى اليمن، فقد ورد فيه أنّ يوسف أسأر قاد جيشَه إلى مخن، وقاتلَ الأحباش فيها، واستولى على كنيستها، وكان هذا الملك يهوديًا، مناوئا للمسيحية الغربية التي رأى في أتباعها في اليمن خونة، فأبادهم بالحرق في قصة الأخدود الشهيرة.
في التاريخ القديم كان اللبان السلعة الاستراتيجية العالمية التي تتحارب الدول والشعوبُ من أجلها شرقا وغربا، وفي التاريخ الحديث كان البن السلعة الثانية التي اكتسبت ذات الأهمية، قبل ظهور السلعة الاستراتيجية الثالثة البترول.
وكان ميناء المخا منطلق تجارة البن الأول إلى دول العالم الحديث؛ حيث التقى خلال هذه المرحلة الشرق مع الغرب: التقى تجار الصين والهند وفارس وشرق أفريقيا وشمالها، ودول أوروبا، وأواسط

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح