صيام يوم عرفة يكفر الذنوب فرصة ذهبية للتوبة والاستغفار

في ظل اقتراب موسم الحج لهذا العام، تتجه الأنظار إلى فضائل الأيام المباركة من شهر ذي الحجة، وخاصة يوم عرفة، الذي يُعد من أعظم الأيام عند الله تعالى، ويُعد ركنًا أساسيًّا من أركان الحج. وقد حثت السنة النبوية على استغلال هذا اليوم المبارك في العبادة والتضرع إلى الله بالدعاء والذكر والاستغفار، خاصة لغير الحاج الذين يستحب لهم صيام هذا اليوم العظيم.

وقد ثبت في السنة النبوية أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين: السنة الماضية والسنة القادمة، وهو ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» .

أكدت دار الإفتاء المصرية أن صيام يوم عرفة سنة مؤكدة للغير الحاج ، بينما يُكره للحجاج الصيام في هذا اليوم نظرًا لمشقة الحج وضرورة تجهيز النفس لأداء المناسك بشكل كامل، وهو الرأي الذي ذهب إليه جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة، واستندوا في ذلك إلى ما روت أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها أنها أرسلت لبنًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة فشربه، مما يدل على أنه لم يكن صائمًا.

كما أن الصحابة رضوان الله عليهم، ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان، لم يكونوا يصومون يوم عرفة أثناء أدائهم للحج، مما يدل على مشروعية عدم الصيام للحاج.

أجمع العلماء على أنه لا يصح صيام الحائض والنفساء في يوم عرفة أو غيره، ويُحرم عليهما الصوم حتى يتطهرا، لكن يُستحب لهما الإكثار من الذكر والدعاء وإخراج الصدقة وقراءة القرآن الكريم، وهو ما يمنحهما الثواب العظيم دون حرمان.

ويتميز يوم عرفة بعدة فضائل عظمها الله في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، منها:

مع أن صيام يوم عرفة يكفر الذنوب الصغيرة، فإن هناك بعض الذنوب التي لا تُغفر إلا بشروط معينة، منها:

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن خير الدعاء هو دعاء يوم عرفة،