صوت المرأة في أدب المواجهة الإيراني
في تلك اللحظة التي تمسك فيها المرأة بالقلم في مجتمع يسعى لسلب صوتها، تتحوّل الكتابة من فعل إبداعي إلى انتفاضة صامتة، هكذا تنبض وتقول الرواية النسوية الإيرانية، ليس بوصفها مجرّد نصوص أدبية، بل شهادات حيّة على معركة وجودية تخوضها المرأة ضدّ منظومة متكاملة من القمع. إنها رحلة الكلمة المتمرّدة في أرض تعاقب الحلم وتجرّم الخيال.
عندما تصبح الكلمة سلاحاً
في زمن تتحوّل فيه الجدران إلى آذان، والنوافذ إلى عيون، تصبح الورقة البيضاء ساحة المعركة الأخيرة. هناك، في غرف مُغلقة بعيداً عن أعين الرقباء تنسج الكاتبات الإيرانيات عوالم موازية تتنفّس فيها الحرية. ليست الكتابة هنا ترفاً فكرياً أو نزهة جمالية، بل هي فعل وجودي يؤكّد أن المرأة موجودة، مفكّرة، قادرة على خلق عوالم بديلة عن عالم يصرّ على تهميشها.
تتجلى هذه المقاومة في تجربة الكاتبة آذار نفيسي التي تحدّت السلطة بحبر قلمها في كتابها أن تقرأ لوليتا في طهران. فحين جمعت نفيسي طالباتها سرّاً لقراءة روايات محظورة مثل: لوليتا وغاتسبي العظيم، لم تكن تدرّس الأدب فحسب، بل كانت تزرع بذور الثورة في عقول جيل جديد. كانت تعلمهن أن يرين أنفسهن في مرآة النصوص، وأن يكتشفن أنّ عزلتهن ليست قدراً، بل نتاج نظام يمكن تفكيكه وإعادة بنائه.
الكلمة في مجتمع استبدادي ليست مجرّد حروف، بل قنبلة موقوتة تهدّد أركان السلطة
وحين ابتكرت شهرنوش بارسيبور في روايتها نساء بلا رجال حديقة سرّية تلجأ إليها نساء هاربات من واقعهن، لم تكن تنسج خيالاً بل كانت ترسم خريطة للخلاص. دفعت بارسيبور ثمن هذا الحلم سنوات من حياتها خلف القضبان، لتثبت أنّ الكلمة في مجتمع استبدادي ليست مجرّد حروف، بل قنبلة موقوتة تهدّد أركان السلطة.
الجسد المحاصر والروح المتمرّدة
يتحوّل الجسد الأنثوي في الأدب النسوي الإيراني إلى نصّ سياسي مكتوب بلغة القيود والتحرّر. فالثوب الأسود المفروض، والخطوات المحسوبة، والصوت المخفوض، كلّها علامات على محاولة تطويع الوجود الأنثوي وإخضاعه. لكن ما يحدث تحت هذا السطح المُظلم هو ثورة صامتة تتجلّى في الكتابة. تصف نفيسي في أن تقرأ
ارسال الخبر الى: