صواريخ طهران تكتب التاريخ انكشاف الهيمنة وبداية العالم المتوازن

65 مشاهدة

لا تُكتب الفصول الحاسمة في البيت الأبيض، ولا تُحسم في الكنيست، ولا تُخطط في دهاليز مراكز التفكير الغربية، بل تُصاغ على الأرض، حيث تقاوم الشعوب بالكلمة والصاروخ.

كان المشهد كاشفًا أكثر من أي بيان أو تصريح: دونالد ترامب، الذي ما انفك يتوعد إيران ويهدد بـ”تغيير النظام”، يظهر فجأة بهيئة رجل يبحث عن مخرج مشرّف من ورطة لا يملك السيطرة على تداعياتها. يقولها صراحة: “نتمنى لإيران السلامة!”، فيما لا تزال الصواريخ الإيرانية تُمطر قلب الكيان الصهيوني حتى اللحظة الأخيرة قبل دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ. أما تل أبيب، التي لطالما تغنت بتفوقها العسكري، فقد وجدت نفسها تلتزم بالهدنة من طرف واحد، صامتة أمام مشهد الرد الإيراني الهادئ والواثق.

ما جرى لم يكن مجرّد تبادل نار أو تسوية مرحلية. لقد شهدنا لحظة نادرة تتقاطع فيها الجغرافيا مع التاريخ: انكشاف مزدوج لأركان الهيمنة الأميركية والصهيونية، وتثبيتٌ لصعود معسكر جديد يفرض شروطه على الميدان لا على الورق؛ فبينما كانت واشنطن تراهن على كسر الإرادة، فوجئت بإيران تمتص الضربة وترد بفعالية محسوبة، وبمحور مقاومة لا يرتجف، بل ينسّق، ويضرب، ثم يفاوض من موقع الندّ.

من هذه اللحظة بالذات، لا يمكن قراءة العالم بالنظارات القديمة نفسها. من هذه اللحظة، يمكن أن نقول: ولّى زمن الإمبراطورية المنفردة، وبدأ زمن التعددية السيادية.

انكشاف الغطرسة

منذ أسابيع، كان الخطاب الأميركي والصهيوني يفيض بالغطرسة. واشنطن تتحدث عن خيارات مطروحة على الطاولة، وتلوّح بتغيير النظام في طهران، فيما تل أبيب توزع تهديداتها في كل اتجاه، كأنها صاحبة الكلمة الفصل في معادلات الإقليم، لكن الأيام القليلة الماضية أظهرت أن تلك التصريحات كانت أضعف من الواقع، وأن صوت الصواريخ أبلغ من تغريدات القادة.

جاءت الضربة الأميركية محدودة في أثرها، مثيرة للجدل حتى داخل المؤسسات الأميركية ذاتها، وعاجزة عن فرض واقع جديد. أما الرد الإيراني، فكان محكومًا بعقل الدولة، لكنه في الوقت ذاته حمل رسالة واضحة: لا يستطيع أحد تجاوز طهران من دون أن يدفع الثمن. وحين أعلنت إسرائيل التزامها بوقف إطلاق النار،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح