صناعة الأخبار في العصر الرقمي

٦٦ مشاهدة

حينما غابت الصحافة الورقية وجودياً تقريباً.. ظلت الروح الصحفية ماثلة للعيان من خلال الأخبار والتقارير والتحقيقات وكل الأشكال الصحفية، التي نجدها الآن عبر منصات هذه الصحف الرقمية، معايشة منها للانفتاح الرقمي والتطور التقني الذي طغى على وسائل الإعلام المختلفة. ولعلي أستحضر مع هذه النقلة النوعية لإعلامنا المحلي والعربي، الورقة العلمية التي قدمتها عام 2014 في ملتقى الإعلام الإلكتروني بعنوان «نهاية الصحافة الورقية»؛ والذي استضافته جامعة الملك فيصل، وقد أعلنت خلال هذه الورقة تأريخاً تقريبياً لنهاية الصحافة الورقية في المملكة؛ وذلك في منتصف عام 2035.

وأتذكر أن بعض رؤساء التحرير في ذاك الملتقى وجّهوا سهام نقدهم لورقتي العلمية، ولم يستوعبوا الرؤية الاستشرافية التي ذكرتها استناداً على قراءات صعود وهبوط الإعلانات بالمملكة؛ لأنّ الصحافة كانت تعيش مجدها الإعلاني آنذاك، بيد أن جائحة كورونا عجلت بنهاية الصحافة الورقية، حينما توقفت نتيجة للإجراءات والبروتوكولات الصحية التوعوية من انتشار الجائحة، فتحققت تنبؤاتي قبل أوانها، لكن ظلت صناعة الأخبار حاضرة في مواقع التواصل والمنصات الرقمية.

لقد ألزم هذا التغيير التقني الرقمي.. الصحافة الورقية وحفاظاً على بقائها وعدم مغادرتها المشهد الإعلامي، بالانتقال إلى الرقمنة، والحرص على بقاء روحها، وهذا ما جسدته عملية التحول الرقمي لصناعة الأخبار، إذ ظلت الأخبار تتماهى مع تطورات الذكاء الاصطناعي، وقد أدرك بعض الأكاديميين روح التحول الرقمي فزاوجوا بين الذكاء وصناعة الأخبار، فأخرجوا لنا مولوداً هجيناً من خلال العديد من الأدوات والمناهج الأكاديمية والخوارزميات الحاسوبية، وقد استصحب هؤلاء واقع تعقيدات التكنولوجيا في حياتنا، حينما أدركوا مقولة ماكلوهان «الوسيلة هي الرسالة»، فالرسالة يظل تأثيرها قوياً من خلال الوسيلة وليس العكس.

ذكر عالم الفيزياء أينشتاين أن القوة الوحيدة التي تؤثر على الجاذبية هي الكتلة، وستظل كتلة الأخبار وأخواتها هي المحور الأوحد الذي يؤثر في عملية صناعة الإعلام الرقمي ولا يمكن تجاوزه، وقد أرغم واقع الممارسة العديد من الجامعات من تدريس مقررات تتناول صحافة المواطن، وصحافة الهاتف، وصحافة الفيديو... إلخ.

نحن الآن في عالم رقمي تستخدم فيه الخوارزميات لتشكل علاقاتنا الاجتماعية، التي انقسمت بين التأييد ومعارضة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح