صراع أجنحة حوثية يشل ثاني أكبر مستشفى حكومي في صنعاء

تفاقمت معاناة المرضى في العاصمة المحتلة صنعاء، مع استمرار التوقف شبه الكلي للعمل في هيئة المستشفى الجمهوري، ثاني أكبر المستشفيات الحكومية في المدينة، نتيجة احتدام صراع داخلي بين قيادات في مليشيا الحوثي على المناصب وتقاسم الإيرادات، وفقاً لمصادر طبية.

وأدى الخلاف إلى شلل واسع في الخدمات الصحية، حرم مئات المرضى يومياً من الحصول على الرعاية والعلاج، وسط اتهامات متكررة للجماعة بتسخير خدمات المستشفى والمرافق الصحية الخاضعة لها لمصلحة أسر قتلاها وجرحاها العائدين من الجبهات.

وأفادت المصادر بأن النزاع يتجدد بين قيادات حوثية تدير ما تُسمى «هيئة الزكاة»، وأخرى في وزارة الصحة التابعة لحكومة الجماعة غير المعترف بها، على خلفية تعيينات إدارية داخل المستشفى، ومحاولات فرض النفوذ على إدارته وموارده.

وأكدت أن الصراع انعكس بشكل مباشر على مستوى الخدمات، التي تراجعت إلى مستويات وُصفت بأنها الأسوأ منذ سنوات، في حين دقّ عاملون في المستشفى ناقوس الخطر للمرة الثالثة خلال فترة وجيزة، محذرين من استمرار توقف معظم الخدمات الطبية بسبب «تدخلات خارجية» ومحاولات إجراء تغييرات إدارية جديدة.

وأوضح عاملون في القطاع الصحي أن المستشفى، الذي ظل يقدم خدماته حتى في أقسى الظروف، بات اليوم شبه عاجز عن العمل، ولا يستطيع توفير أبسط الأدوية والمستلزمات الطبية للمرضى القادمين من صنعاء ومناطق مجاورة.

وحذروا من أن استمرار الخلاف قد يقود إلى شلل كامل في عمل المستشفى، محملين مليشيا الحوثي مسؤولية تحويل مؤسسة خدمية حيوية إلى ساحة صراع على النفوذ والإيرادات.