صديق منتصف الطريق
65 مشاهدة

كان التسابق بين القطبين متسارعاً إلى أن وصل إلى ما عُرف بحرب النجوم؛ حيث رغب كل قطب في الاستحواذ على الفضاء من خلال نشر أقمار التجسس التي تراقب كل ما يدور فوق سطح الكرة الأرضية، إضافة إلى نشر الصواريخ البالستية بعيدة المدى والقادرة على حمل رؤوس نووية تستطيع ضرب أي دولة معادية.
أما على الأرض فقد كان هناك تسابق على كسب العديد من الحلفاء وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، ولذا سعت كل منهما لإمداد حلفائها بالتقنيات العسكرية المتنوعة، فخسارة أي حليف تعني سعيه لطلب الحماية من القطب الآخر في مواجهة أي تهديد عسكري، وخلال منتصف القرن الماضي كانت هناك دول عربية محدودة تحظى بالدعم العسكري السوفييتي من أهمها مصر وسوريا والعراق.
غير أنه خلال خمسينيات القرن الماضي، ولا سيما عقب حرب 1956، اتضح تماماً أن الاتحاد السوفييتي لا يهتم كثيراً بمساعدة حلفائه، فعندما اندلعت حرب السويس لم يتخذ الاتحاد السوفييتي موقفاً حاسماً، حتى عندما طالب الإنذار السوفييتي- الأمريكي الدول المعتدية على مصر بالانسحاب، كانت الولايات المتحدة (بقيادة الرئيس أيزنهاور) هي الطرف الأكثر جدية في إنهاء العدوان أكثر من الاتحاد السوفييتي نفسه.
اتبع الاتحاد السوفييتي استراتيجية مفادها تجنب الصدام المباشر مع الولايات المتحدة؛ بسبب كونه منهكاً اقتصادياً بسبب مساحته الجغرافية التي تعادل ضعف مساحة الولايات المتحدة، كما أن التسابق العسكري استهلك جل موارده الاقتصادية، لذلك كان أقصى ما يقدمه لحلفائه هو بيعه كميات محدودة من الأسلحة لهم تكفي بالكاد للدفاع عن حدودهم، ولم يكن الاتحاد السوفييتي بصورة عامة محبذاً لبيع أسلحته العسكرية باستثناء الأجيال القديمة منها
ارسال الخبر الى: