صحيفة بريطانية تفضح أوروبا تواطأت في حرب غزة ففقدت مصداقيتها وخطة ترامب ليست مخرجا
متابعات..|
أكّـدت صحيفة بريطانية أن الاتّحاد الأُورُوبي كان متواطئًا في حرب غزة من خلال صمته وتخاذله، محذّرة من أن خطة ترامب الجديدة لا يمكن أن تكون ذريعة للتهرب من المسؤولية الأخلاقية والسياسية.
وقالت في مقال للباحثة الإيطالية ناتالي توتشي، مديرة معهد الشؤون الدولية في روما: إن المرحلة الأولى من خطة ترامب، التي شملت وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى وانسحابا جزئيًّا للجيش الإسرائيلي ووصول المساعدات إلى غزة، منحت العواصم الأُورُوبية شعورًا زائفًا بالارتياح، لكنها تحولت إلى مبرّر لاستمرار التقاعس عن مواجهة الاحتلال.
وأضافت أن الحكومات الأُورُوبية أظهرت أسوأ ما لديها في تعاملها مع مأساة غزة، بخلاف موقفها الصارم تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا، مشيرة إلى أن الانقسامات الداخلية أصابت مؤسّسات الاتّحاد بالشلل، وأن بعض الدول يمكن اتّهامها بالتواطؤ في جرائم الحرب عبر استمرار التعاون الاقتصادي والسياسي والعسكري مع كَيان الاحتلال.
وأوضحت الكاتبة أن الفجوة بين الشارع الأُورُوبي الغاضب –وخَاصَّة جيل الشباب– وبين المواقف الرسمية تتسع يومًا بعد يوم، لافتة إلى أن هؤلاء الذين فرضوا أجندة المناخ على قادتهم قبل سنوات، يرون اليوم عجز الاتّحاد عن اتِّخاذ موقف أخلاقي تجاه الفلسطينيين.
وانتقدت توتشي بطء التحَرّكات الدبلوماسية الأُورُوبية، معتبرة أن الاعتراف المتأخر بالدولة الفلسطينية –من جانب دول مثل فرنسا وبريطانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ– جاء بعد عامين من حرب وُصفت بالإبادة الجماعية، في حين سبقتهم دول أُخرى كالسويد وإسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا.
كما أشَارَت إلى أن المقترحات المتعلقة بفرض عقوبات على الاحتلال كانت «خجولة وغير فعّالة»؛ إذ لم تُنفذ؛ بسَببِ رفض دول كالمجر والتشيك، بينما عطلت ألمانيا وإيطاليا الخطوات الأكثر جرأة.
وأوضحت أن الاتّحاد الأُورُوبي نفسه أقرّ بانتهاك الاحتلال لاتّفاقية الشراكة في ما يتعلق بحقوق الإنسان، غير أن مسؤولة السياسة الخارجية كايا كالاس أوقفت أي تحَرّك لتعليق الامتيَازات التجارية، في تناقض فاضح مع موقف الاتّحاد من روسيا.
وقالت توتشي إن خطة ترامب منحت أُورُوبا مخرجًا دبلوماسيًّا مريحًا؛ إذ سمحت لها بتبني الموقف الأمريكي بدل مواجهة الاحتلال مباشرة، بينما اكتفت الدول العربية والإسلامية بالمطالبة بالمساعدات والإعمار.
وحذّرت
ارسال الخبر الى: