صالح مصلح كيف كان من دواهي السياسة العصريين كتب سعيد عولقي

ربما كان الكولونيل صالح مصلح قاسم غلطة في المكان والزمان.. وهو مهما كان من بين الارقام الصعبة في قيادة ج ي د ش.. وقد ترددت كثيراً في تناوله في اي حديث، اولاً لعدم اقترابي منه بما يكفي، فما اعرفه فيه وعنه قطعاً اقل كثيراً مما اجهله عنه، وثانياً لشخصيته المركبة شديدة التعقيد.. هو من تلك الوجوه، دعونا نقول التي تعشقها الكاميرا.. وهو خليط من العسكري الشجاع والمحنك.. ومن البلاي بوي العصري الماجن.. ومن دواهي السياسة النادرين.. وهو فوق كل هذا وذاك ماكر شديد المكر، بارع في اللعب بالبيضة والحجر كما يقال، تجده تقريباً في كل شيء كرجل مافيا من قادة العمل تحت الارض.. غلطة في المكان والزمان كما غلطة موته التي حدثت بالخطأ.
تمرس بتدرجه في العمل القيادي فقد شغل وزارة الداخلية، وهي وزارة هامة كما هو معروف.. ثم وزارة الدفاع من بعدها وهي الاهم.. حين كان وزيراً للداخلية في نصف السبعينيات الثاني رايته مع مساعديه يلاحقون شباباً من عيال البلاد، علئ رصيف طريق اروئ المقابل لنادينا-نادي الفنانين-
بجانب سينما برافين، يلاحقون الشباب لقص شعورهم التي طالت، وبناطيلهم التي توسعت اثناء ما عرفت بموضة الشارلستون!
تولى وزارة الدفاع بعد ذلك في يوبيل الجيش الاول ودخل مرحلة الجد.. ظهر الرجل الكامن فيه بكامل مهاراته.. طور كثيراً اداء تلك الوزارة، وطور مهام الجيش وحسن ادائه وزاد من رفاهيته.. في الغذاء والملبس والمسكن والمشرب.. نسيت ان اذكر اواخر عهده بوزارة الداخلية حين منع القات باستثناء يومين في الاسبوع، حدثت فوضئ عارمة في اسواق القات اخمدها بحكمته بسلام.. ورأيته بنفسه في شوكي كريتر (مركز الشرطة) يشرف.. وحتى يبيع القات للزبائن ويسلمهم اياه بيده !!
آلت ملكية نادي عروس البحر Mermaid Club للجيش وهو النادي الذي كان يرتاده ضباط سلاح الطيران الملكي في الزمن البريطاني.. ملأه الكولونيل مصلح بادوات رياضية للجمنيزيوم وما شابه، وملأ الكانتين التابع للعروسة بانواع البضائع من مشرب ومأكل ووفر لعساكره كل اسباب الرفاهية.. هي عقلية داهية بلا منازع، تولى عمليات ادخال
ارسال الخبر الى: