حين صافح الذئب الحمامة ومنحه العالم نوبل للسلام

41 مشاهدة

وما يسطرون – المساء برس .. هاشم الدرة|

في ذلك الصباح الرمادي من شهر الخديعة، اجتمع وجهاء الغابة تحت قبة المحفل العالمي لتكريم الذئب الأعظم، قاتل القطيع وممزق الحقول، بمنحه جائزة نوبل للسلام!

وقف الذئب متبسما، وقد صفف فروه بعناية، بينما لا تزال آثار الدماء على مخالبه تلمع تحت ضوء الشمس، كأنها وسام شرف لا يغسل بالتاريخ.

تقدم الغراب ليقرأ بيان تكريم الذئب قائلا: “لما قدمه من خطوات حوارية جريئة، ولما أبقاه من أشلاء في حدود منطقته دون أن يصدر الجثث إلى غابات أخرى…”….

صفّق الجميع بحرارة، أما الثعلب أجهش بالبكاء، ليس تأثرا، بل غبطا على المكر الذي عجز عن بلوغه، أما الغزلان فقد اختبأت خلف الأشجار، تراقب الموكب وتتساءل: هل تغير معنى السلام؟ أم أن الجائزة أصبحت تهدى لمن يذبح بهدوء وبنبرة ناعمة أمام الكاميرا؟

الذئب الذي ذبح عشرات الآلاف من الحملان، والذي حول الحدائق إلى حفر من الأشلاء، أصبح نموذجا يحتذى به، قال في كلمته بعد تسلم الجائزة: “لقد فعلت ما فعلته مضطرا، لكنني دائما كنت أسعى للسلام… وإن لم يتحقق، فليس ذنبي أن اللحوم طرية شهية.”

في زاوية الغابة، كانت الحمامة تذرف دمعة ساخرة وهي تهمس: “كانوا يقولون إن السلام يحتاج شجاعة، لكنهم اليوم منحوه لمخلوق ينهش، ويبتسم، ويكتب بيانا يغازل فيه الضحايا قبل افتراسهم.”

تلك الجائزة لم تذهب إلى الذئب فحسب، بل ذهبت إلى كل من يكتب تاريخا بالعظام، ويزينه بالكلمات المعسولة أمام العدسات، وإلى كل من يوقع اتفاقا بينما يخبئ بندقيته خلف الستار.

في النهاية، خرج الذئب من الحفل مزهوا، لا لأنه نال الجائزة، بل لأنه علم الغابة كيف تحرف القيم، وكيف يصبح القاتل “صانع سلام”.

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المساء برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح