صادم عدن تغرق في الظلام 12 ساعة متواصلة والأسوأ قادم حتى الفجر

في تطور صادم يهز الضمير الإنساني، تغرق مدينة عدن في ظلام دامس لمدة 12 ساعة متواصلة مقابل ساعتين فقط من الإضاءة، ليعيش 2.5 مليون يمني - ما يوازي سكان قطر بأكملها - في جحيم حقيقي وسط درجات حرارة تتجاوز 36 مئوية. 83% من اليوم في الظلام الدامس، هذا ما تحول إليه واقع العاصمة الاقتصادية اليمنية، والأسوأ أن الخبراء يؤكدون: هذا مجرد البداية.
وفق آخر التطورات التي رصدها المحلل عبدالرحمن أنيس، فإن برنامج الطافي 12 ساعة واللاصي ساعتان سيستمر حتى الفجر، مع توقع انخفاض العجز صباحاً إلى 9 ساعات فقط بدخول توليد الطاقة الشمسية. أم محمد، بائعة الأسماك في سوق عدن، تروي مأساتها: أخسر 60% من بضاعتي يومياً... الأسماك تفسد في الحر والثلج يذوب، وأطفالي ينامون على الأسطح هرباً من الحر الخانق. المشهد يتكرر في كل بيت: عرق يتصبب، أطفال يبكون من الحر، ومرضى يواجهون الموت.
الأزمة ليست وليدة اليوم، فمنذ عام 2015 وبداية الحرب في اليمن، تشهد شبكة الكهرباء انهياراً مستمراً بسبب نقص الوقود وتدهور البنية التحتية وعدم توفر الصيانة الدورية. المقارنة صادمة: حتى أزمة الكهرباء في لبنان عام 2021 - التي هزت العالم - لم تتجاوز 8 ساعات انقطاع يومياً، بينما عدن تعيش أسوأ من ذلك بـ50%. الطفل يوسف، 8 سنوات، يحكي براءة: أدرس على ضوء الشمعة وأحلم بإنهاء واجباتي تحت الضوء الكهربائي مثل الأطفال في التلفزيون.
التداعيات كارثية على كل مناحي الحياة: أجهزة التنفس الاصطناعي تتوقف في المستشفيات، اللقاحات تفسد في المراكز الصحية، والمدارس تغلق أبوابها عجزاً عن توفير بيئة تعليمية مناسبة. د. سالم باحارث، خبير الطاقة المتجددة، يحذر: نحن أمام كارثة إنسانية حقيقية، والحل الوحيد هو التحول العاجل للطاقة الشمسية بدعم دولي. لكن وسط هذا الظلام، يبرز أحمد الكندي، المهندس الذي ركب ألواحاً شمسية ويشارك الكهرباء مع جيرانه الفقراء، كنموذج للأمل في مواجهة المأساة.
بينما تضيء دبي سماء الليل بأضوائها الساطعة، تغرق عدن في ظلام دامس يكشف عمق المأساة الإنسانية في اليمن. السؤال المرعب: كم من
ارسال الخبر الى: